فعله، لا يحجزه عنه حاجز، والجبار في صفة الله تعالى مدح. وفي صفة الناس ذم، ولم يرد هذا الاسم الكريم إلا في هذه الاية من هذه السورة، وانظره في النهي عنه في حق العباد في آخر سورة (ق) فإنه جيد جدّا جدّا.
{الْمُتَكَبِّرُ} أي: المتعالي العظيم؛ الذي تكبر بربوبيته، فلا شيء مثله. وقيل: المتكبر عن كل سوء، المتعظم عما لا يليق به من صفات الحدوث، وأصل الكبر، والكبرياء: الامتناع، وقلة الانقياد. قال حميد بن ثور الهلالي:[الطويل] عفت مثل ما يعفو الفصيل فأصبحت... بها كبرياء الصعب وهي ذلول
وهو على الإطلاق لا يتصور إلا لله تعالى، فإنه المنفرد بالعظمة، والكبرياء بالنسبة إلى كل شيء من كل وجه، فعن ابن عباس-رضي الله عنهما-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يقول الله جل وعلا: «الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدا منهما؛ ألقيته في النار». رواه ابن ماجه، وهو في حق الله مدح، وفي حق المخلوقين ذم، وانظر ما ذكرته في الاية رقم [٣٧] من سورة (الجاثية)، مع العلم: أن هذا اللفظ لم يرد في غير هذه الاية من هذه السورة. {سُبْحانَ اللهِ عَمّا يُشْرِكُونَ:} انظر الاية رقم [٤٣] من سورة (الطور) لشرحه، وإعرابه.
الإعراب:{هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْمَلِكُ:} انظر الاية السابقة فالإعراب مثله فيها، والأسماء الاتية كلها بدل من لفظ الجلالة، وانظر إعراب:{سُبْحانَ اللهِ عَمّا يُشْرِكُونَ} في آخر سورة (الطور).
الشرح:{هُوَ اللهُ:} انظر شرحه في الاية رقم [٩] من سورة (الحديد). {الْخالِقُ:} من الخلق، وأصله: التقدير المستقيم، كقوله تعالى في سورة (المؤمنون) رقم [١٤] بعد ذكر خلق الإنسان في ثلاثة أطوار: {فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ}. ويستعمل بمعنى الإبداع، وهو إيجاد الشيء من غير أصل، كقوله تعالى في كثير من الايات:{خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ}. وبمعنى التكوين، كقوله تعالى في كثير من الايات:{خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ}. وقيل: الخالق الذي أظهر الموجودات بقدرته، وقدّر كلّ واحد منها بمقدار معين بإرادته. قال تعالى مخاطبا عيسى على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام في سورة (المائدة) رقم [١١٠]: {وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي}. وقال زهير:[الكامل] ولأنت تفري ما خلقت وبع... ض القوم يخلق ثمّ لا يفري