للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيؤنث لا غير، كما يجعل كناية عن الرسالة، أو عن القصيدة من الشعر، كقول الآخر: [المتقارب] أتتني لسان بني عامر... فجلّت أحاديثها عن بصر

وقد أطلقه الله على القرآن الكريم بكامله مع التذكير في قوله تعالى: {وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} الآية رقم [١٠٣] من سورة (النحل)، كما أطلقه على الثناء، والذكر الحسن في قوله تعالى: {وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا} الآية رقم [٥٠] من سورة (مريم) على نبينا، وعليها ألف صلاة، وألف سلام. وأيضا قوله تعالى حكاية عن قول إبراهيم-على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام-في سورة (الشعراء) رقم [٨٤]: {وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ}.

الإعراب: {وَمِنْ:} الواو: حرف عطف. {(مِنْ آياتِهِ)}: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {خَلْقُ:} مبتدأ مؤخر، وهو مضاف، و {السَّماواتِ} مضاف إليه، من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله محذوف، التقدير: ومن آياته خلقه السموات، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا. {وَالْأَرْضِ:}

معطوف على ما قبله. {وَاخْتِلافُ:} معطوف على {خَلْقُ،} و (اختلاف) مضاف. {أَلْسِنَتِكُمْ:}

مضاف إليه، من إضافة المصدر لفاعله. {وَأَلْوانِكُمْ:} معطوف على ما قبله، والكاف فيهما ضمير متصل في محل جر بالإضافة، وانظر إعراب: {إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ} في الآية السابقة.

{لِلْعالِمِينَ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة (آيات)، وعلامة الجر الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه جمع مذكر سالم، أو لأنه ملحق به، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

{وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَاِبْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (٢٣)}

الشرح: {وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ} أي: منامكم في الزمانين لاستراحة القوى النفسانية، وقوة القوى الطبيعية، وطلب معاشكم فيهما، أو منامكم بالليل، وابتغاؤكم بالنهار، فلف وضم بين الزمانين، والفعلين بعاطفين إشعارا بأن كلا من الزمانين؛ وإن اختص بأحدهما؛ فهو صالح للآخر عند الحاجة، يؤيده سائر الآيات الواردة فيه. انتهى. بيضاوي.

وقال الجمل: قيل في الآية تقديم وتأخير ليكون كل واحد مع ما يلائمه، والتقدير: ومن آياته منامكم بالليل، وابتغاؤكم من فضله بالنهار، فحذف حرف الجر لاتصاله بالليل، وعطف عليه؛ لأن حرف العطف قد يقوم مقام الجار، والأحسن أن يجعل على حاله، والنوم بالنهار مما كانت العرب تعده نعمة من الله، ولا سيما في أوقات القيلولة في البلاد الحارة. انتهى. نقلا عن السمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>