للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{حَتّى إِذا جاؤُ قالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآياتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً أَمّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٨٤)}

الشرح: {حَتّى إِذا جاؤُ:} يوم القيامة إلى المحشر. {قالَ} أي: الله تعالى لهم:

{أَكَذَّبْتُمْ بِآياتِي} أي: لم تصدقوا بما أنزلت على رسلي من كتب، وتعاليم سماوية. {وَلَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً} أي: ولم تعرفوها حق معرفتها. {أَمّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} أي: أم أي شيء كنتم تعملونه بعد ذلك، وهو للتبكيت؛ لأنهم لم يفعلوا غير التكذيب من الجهل، فلا يقدرون أن يقولوا: فعلنا غير ذلك، فكأنهم لم يخلقوا إلا للكفر، والمعصية، وإنما خلقوا للإيمان والطاعة، يخاطبون بهذا الكلام قبل كبهم في النار، ثم يكبون فيها، وذلك قوله: {وَوَقَعَ الْقَوْلُ..}. إلخ.

الإعراب: {حَتّى:} حرف ابتداء، ويعتبرها الأخفش في مثل ذلك حرف جر، وقد رده ابن هشام في المغني، وعلى الوجهين؛ فهي غاية، لما قبلها من كلام. {إِذا:} انظر الآية رقم [٨٢].

{جاؤُ:} ماض، وفاعله، والألف للتفريق، والمتعلق محذوف؛ أي: جاؤوا إلى مكان الحساب، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {إِذا} إليها على القول المرجوح، وهو المشهور. {قالَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى (الله). {أَكَذَّبْتُمْ:} الهمزة: حرف استفهام، وتوبيخ، وتقريع. (كذبتم): فعل، وفاعل. {بِآياتِي:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وعلامة الجر كسرة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول، وجملة:

{قالَ..}. إلخ جواب {إِذا،} لا محل لها، و {إِذا} ومدخولها كلام مستأنف لا محل له.

{وَلَمْ:} الواو: واو الحال. (لم): حرف نفي، وقلب، وجزم. {تُحِيطُوا:} فعل مضارع مجزوم ب‍: (لم) وعلامة جزمه حذف النون... إلخ، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية في محل نصب حال من تاء الفاعل مع الميم، والرابط: الواو، والضمير. {بِها:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {عِلْماً:} مفعول به. {أَمّا ذا:} (أم): حرف إضراب، وانتقال. (ما): اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. (ذا): اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر المبتدأ. {كُنْتُمْ:} فعل ماض ناقص مبني على السكون، والتاء اسمه، وجملة: {تَعْمَلُونَ} في محل نصب خبر (كان)، وجملة: {كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} صلة الموصول، لا محل لها، والعائد محذوف، وهو مفعول تعملون. هذا؛ ويجوز اعتبار (ماذا) كله في محل رفع مبتدأ، وجملة: {كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} في محل رفع خبره، كما يجوز اعتباره اسما مركبا في محل نصب مفعولا به مقدما ل‍: {تَعْمَلُونَ،} وسواء أكانت الجملة اسمية، أو فعلية، فهي مستأنفة، وهي في محل نصب مقول القول.

<<  <  ج: ص:  >  >>