الشرح:{أُوْلئِكَ:} الإشارة إلى الذين لا يؤمنون بالآخرة. {الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذابِ} أي:
في الدنيا بالقتل، والأسر، والخوف على أنفسهم، وأموالهم. {وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ} أي:
أشد الناس خسرانا يوم القيامة؛ لفوات المثوبة، واستحقاق العقاب لهم، وقد قيل في تفسير خسران الكافرين: أنه جعل لكل واحد من بني آدم منزل في الجنة، ومنزل في النار، فإذا كان يوم القيامة جعل الله للمؤمنين منازل الكفار التي في الجنة، وجعل للكفار منازل المؤمنين التي في النار، فذلك هو الخسران، وأيّ خسران أعظم من هذا الخسران! ويستدل لذلك بقوله تعالى: {أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ (١٠) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ}. هذا؛ والمراد بالآخرة: الحياة الثانية، التي تكون بعد الموت، ثم بعد الحساب، والجزاء، ودخول الجنة، والخلود فيها، أو دخول النار، والخلود فيها.
الإعراب:{أُوْلئِكَ:} اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ، والكاف حرف خطاب لا محل له. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع خبر المبتدأ. {لَهُمْ:}
جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {سُوءُ:} مبتدأ مؤخر، وهو مضاف، و {الْعَذابِ} مضاف إليه، والجملة الاسمية صلة الموصول، والجملة الاسمية:{أُوْلئِكَ الَّذِينَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {وَهُمْ:} الواو: حرف عطف. (هم): ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {فِي الْآخِرَةِ:} جار ومجرور متعلقان ب {الْأَخْسَرُونَ} الذي هو خبر المبتدأ، فهو مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والضمير الثاني توكيد للأول أو هو ضمير فصل، فهو يفيد التوكيد أيضا، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها.
الشرح:{وَإِنَّكَ:} الخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم. {لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ:} لتؤتاه؛ أي: يلقى عليك بواسطة جبريل الأمين، عليه السّلام، فتأخذه، وتتعلمه. {مِنْ لَدُنْ:} من عند. {حَكِيمٍ عَلِيمٍ:} أيّ حكيم، وأيّ عليم؟! والجمع بينهما-مع أن العلم داخل في الحكمة-لعموم العلم، ودلالة الحكمة على إتقان الفعل، والإشعار بأن علوم القرآن، منها ما هي حكمة كالعقائد، والشرائع، ومنها ما ليس كذلك، كالقصص، والإخبار عن المغيبات. انتهى. بيضاوي. وقال الخازن:
الحكمة هي العلم بالأمور العلمية فقط، والعلم أعم منه؛ لأن العلم قد يكون علما، وقد يكون نظرا، والعلوم النظرية أشرف. انتهى.