للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المرجح لدى المعاصرين، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. {وَمَنْ:} مثل سابقه.

{كَفَرَ:} فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط، والفاعل يعود إلى (من) أيضا.

{فَإِنَّ:} الفاء: واقعة في جواب الشرط. (إن): حرف مشبه بالفعل. {اللهَ:} اسم (إن). {غَنِيٌّ حَمِيدٌ:} خبران ل‍: (إن)، والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط. هذا؛ وإن اعتبرت الجواب محذوفا، تقديره: ومن كفر فلا يحزنك كفره، أو فلا يضرك كفره، فالجملة الاسمية:

{فَإِنَّ..}. إلخ تعليل للنفي، والمعنى: يؤيده، وبقية الإعراب مثل سابقه، والجملة الاسمية:

{وَمَنْ كَفَرَ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها مثلها.

{وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (١٣)}

الشرح: {وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لاِبْنِهِ:} واسمه: ثاران. وقيل: أشكم. وقيل: أنعم. وقيل:

ماتان. {وَهُوَ يَعِظُهُ:} ينصحه ويرشده، والفعل مثال واوي، أصله: وعظ، يوعظ، مثل وعد، يوعد، حذفت الواو لوقوعها بين عدوتيها، وهما الفتحة، والكسرة، والأمر منه: عظ، مثل:

عد، وزن، والأصل: اوعظ، واوعد، واوزن، فحذفت الهمزة، والواو.

{يا بُنَيَّ:} تصغير ابن، تصغير: إشفاق، وإرفاق، لا تصغير تحقير، فأصل ابن: بنو فلما صغر؛ صار: بنيو، فلما اجتمعت الواو والياء، وسبقت إحداهما بالسكون قلبت الواو ياء، وأدغمت الياء في الياء، ثم ألحقت به ياء المتكلم، فاجتمع ثلاث ياءات، فحذفت الثانية منهن؛ التي هي لام الكلمة، ولم تحذف الأولى؛ لأنها ياء التصغير، وقد أتي بها لغرض خاص، ولم تحذف الثالثة؛ التي هي ياء المتكلم؛ لأنها كلمة برأسها. هذا؛ وقرئ بإسكان الياء، وكسرها، وفتحها في هذه الآية، وفيما يأتي.

{لا تُشْرِكْ بِاللهِ:} قال القشيري: إن ابنه، وامرأته كانا كافرين، فما زال يعظهما؛ حتى أسلما، وذلك لأن أعلى مراتب الإنسان أن يكون كاملا في نفسه مكملا لغيره، فقوله تعالى:

{وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلّهِ} إشارة إلى الكمال، وقوله تعالى: {وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لاِبْنِهِ..}.

إلخ إشارة إلى التكميل لغيره، وبدأ بالأقرب إليه، وهو ابنه، وبدأ في وعظه بالأهم، وهو المنع من الشرك.

{إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ:} لأن التسوية بين من يستحق العبادة، وبين من لا يستحقها ظلم عظيم؛ لأنه وضع العبادة في غير موضعها. هذا؛ وقد بينات لك فيما سبق: أن الشرك أنواع منوعة، فأعظمها: أن تجعل لله ندا وهو خلقك، ومنها: الرياء، ومنها: أن يعتقد الإنسان تأثير مؤثر في هذا الكون مع الله، من جلب نفع، أو ضر، وغير ذلك، فعن يزيد بن خالد الجهني

<<  <  ج: ص:  >  >>