للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تنبيه: كثيرا ما يعبر القرآن عن الكافرين بالظالمين، والمجرمين، والمعتدين، والفاسقين، والمسرفين، وغير ذلك، ويتهددهم بالعذاب الأليم، ويتوعدهم بالعقاب الشديد، وإننا نجد الكثير من المسلمين يتصفون بهذه الصفات، فهل يوجه إليهم هذا التهديد، وهذا الوعيد؟ الحق أقول: نعم يتوجه إليهم ما ذكر، وهم أحق بذلك، ولا سيما من قرأ القرآن، واطلع على أحوال الأمم السابقة، وما جرى لهم مع رسلهم وكيف نكّل الله بهم، وجعلهم عبرة للمعتبرين، وما يتذكر إلا أولو الألباب، والتعبير عن الكافرين بالظالمين، والمجرمين... إلخ ليكون لطفا للمؤمنين في ترك الجرائم من ظلم، واعتداء، وفسوق، وإسراف، وغير ذلك من الأعمال التي يبغضها الله ورسوله.

الإعراب: {وَقالَ:} الواو: حرف استئناف. (قال): ماض. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل. {كَفَرُوا:} ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة مع المتعلق المحذوف صلة الموصول لا محل لها. {لِرُسُلِهِمْ:} متعلقان بالفعل {(قالَ)} والهاء في محل جر بالإضافة. {لَنُخْرِجَنَّكُمْ:} اللام: واقعة في جواب قسم محذوف. (نخرجنكم): مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة التي هي حرف لا محل له، والفاعل مستتر تقديره نحن، والكاف مفعول به، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جواب القسم المحذوف، والقسم وجوابه في محل نصب مقول القول، وجملة: {(قالَ الَّذِينَ...)} إلخ مستأنفة، لا محل لها. {مِنْ أَرْضِنا:} متعلقان بالفعل قبلهما، و (نا): في محل جر بالإضافة. {أَوْ:} حرف عطف، {لَتَعُودُنَّ:} مضارع مرفوع، وعلامة رفعه النون المحذوفة لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة المدلول عليها بالضمة فاعله، أو اسمه، والنون حرف لا محل لها، والجملة الفعلية المعطوفة على ما قبلها. {فِي مِلَّتِنا:} متعلقان بما قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف خبره. و (نا): في محل جر بالإضافة. {فَأَوْحى:} الفاء: حرف استئناف. (أوحى): ماض. {إِلَيْهِمْ:} متعلقان به. {رَبُّهُمْ:} فاعله، والهاء في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، وإعراب {لَنُهْلِكَنَّ الظّالِمِينَ} مثل إعراب {لَنُخْرِجَنَّكُمْ،} والجملة لا محل لها؛ لأنها جواب قسم محذوف، والقسم وجوابه في محل نصب مقول القول لقول محذوف، أو في محل نصب مفعول به ل‍: (أوحى) إجراء له مجرى {(قالَ)،} وجملة: (أوحى...) إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وَخافَ وَعِيدِ (١٤)}

الشرح: {وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ:} الخطاب للرسل، والمراد بالأرض: أرض الكفرة، وديارهم، وقد حقق الله ذلك للرسل؛ حيث أهلك أقوامهم، وأورثهم أرضهم، كما قال تعالى:

<<  <  ج: ص:  >  >>