للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{لِلشَّمْسِ:} متعلقان بما قبلهما، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها، وإنما لم يقل:

فلا تسجدوا... إلخ؛ أي: بقرن الجملة الفعلية بالفاء الفصيحة؛ لأنه على تقدير قائل قال:

فكيف نصنع؟ فقال: لا تسجدوا... إلخ. {وَلا:} الواو: حرف عطف. (لا): زائدة لتأكيد النفي. {لِلْقَمَرِ:} معطوفان على ما قبلهما. {وَاسْجُدُوا:} الواو: حرف عطف. (اسجدوا):

فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق. {لِلّهِ:} متعلقان بما قبلهما، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها. {الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة: ل‍: (الله)، أو هو بدل منه. {خَلَقَهُنَّ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى: {الَّذِي،} وهو العائد، والهاء مفعول به، والنون حرف دال على جماعة الإناث، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها. {إِنْ:} حرف شرط جازم. {كُنْتُمْ:} فعل ماض ناقص مبني على السكون، في محل جزم فعل الشرط، والتاء اسمه. {إِيّاهُ:} ضمير منفصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم. {تَعْبُدُونَ:} فعل مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب خبر (كان)، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي، وجواب الشرط محذوف انظر تقديره في الشرح، والجملة الشرطية متعلقة بما قبلها، فهي مستأنفة مثله.

{فَإِنِ اِسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ (٣٨)}

الشرح: {فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا} أي: الكفار، ومن على شاكلتهم من الملحدين، والفاسقين، والفاسدين، والمفسدين عن السجود لله تعالى. وامتثال أوامره. {فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ:} المراد بهم الملائكة. {يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ:} وهم لا يملون تسبيح الله، وعبادته. قال زهير في معلقته رقم [٥٨]: [الطويل]

سئمت تكاليف الحياة ومن يعش... ثمانين حولا لا أبا لك يسأم

ومعنى الآية الكريمة: فإن استكبروا، ولم يمتثلوا ما أمروا به، وأبوا إلا الواسطة-مع أنهم أمروا أن يقصدوا بسجودهم وجه الله خالصا-فدعهم، وشأنهم، فإن الله تعالى لا يعدم عابدا، وساجدا بالإخلاص، وله العباد المقربون؛ الذين ينزهونه بالليل، والنهار عن الأنداد. و {عِنْدَ رَبِّكَ} عبارة عن الزلفى والمكانة والكرامة، فهي عندية تشريف، وتكريم، لا عندية مكان.

هذا؛ وفي الآيتين سجدة من عزائم السجود، يسن للقارئ، والسامع، والمستمع السجود عند تلاوتها، وانظر ما ذكرته في الآية رقم [١٥] من سورة (السجدة) ففيها كبير فائدة. وفي موضع السجود فيها قولان للعلماء، وهما وجهان لأصحاب الشافعي: أحدهما: أنه عند قوله تعالى: {إِنْ كُنْتُمْ إِيّاهُ تَعْبُدُونَ} وهو قول ابن مسعود، والحسن، وحكاه الرافعي عن أبي حنيفة، وأحمد؛ لأن ذكر

<<  <  ج: ص:  >  >>