للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رفع مبتدأ، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له، والميم حرف دال على جماعة الذكور. {خَيْرٌ:} خبر المبتدأ. {لَكُمْ:} متعلقان ب‍ {خَيْرٌ،} والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. {إِنْ:} حرف شرط جازم. {كُنْتُمْ:} ماض ناقص مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، والتاء اسمه. {مُؤْمِنِينَ:} خبره منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والجملة الفعلية: {كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي، وجواب الشرط محذوف لدلالة ما قبله عليه، والجملة الشرطية، وما قبلها مجموع ذلك كله في محل نصب مقول القول.

{وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِراطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَها عِوَجاً وَاُذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ وَاُنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (٨٦)}

الشرح: {بِكُلِّ صِراطٍ:} بكل طريق من طرق الدين. قال البيضاوي: وصراط الحق وإن كان واحدا؛ لكنه يتشعب إلى معارف، وحدود، وأحكام، وكان قوم شعيب إذا رأوا واحدا يسعى في شيء منها؛ منعوه، وتوعدوه، وهددوه إن هو آمن بشعيب. وقيل: كانوا يجلسون على المراصد، فيقولون لمن يريد شعيبا: إنه كذاب، فلا يفتننك عن دينك، ويوعدون من آمن به.

وقيل: كانوا يقطعون الطرق. انتهى. بتصرف. هذا؛ وانظر الوعد، والوعيد في الآية رقم [٤٤].

{وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَها عِوَجاً} انظر الآية رقم [٤٥] ففيها الكفاية، والضمير في {بِهِ} يعود إلى: {اللهِ}. وقيل: يعود إلى: {بِكُلِّ صِراطٍ،} والأول أولى.

{وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ:} قال الزجاج: يحتمل ذلك ثلاثة أوجه: كثر عددكم، وكثركم بالغنى بعد الفقر، وكثركم بالقوة بعد الضعف. ووجه ذلك: أنهم إذا كانوا فقراء ضعفاء؛ فهم بمنزلة القليل، والمعنى: أنه كثركم بعد القلة، وأعزكم بعد الذلة، فاشكروا نعمة الله عليكم، وآمنوا به. انتهى خازن. {وَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} أي: من الأمم قبلكم كقوم نوح وهود وصالح ولوط. وانظروا نظر اعتبار، وتبصر، وأقرب الأمم إليكم قوم لوط زمانا ومكانا، فانظروا كيف أرسل الله عليهم حجارة من السماء لما عصوه وكذبوا رسله، والله أعلم بمراده وأسرار كتابه.

الإعراب: {وَلا:} الواو: حرف عطف. (لا): ناهية جازمة. {تَقْعُدُوا:} مضارع مجزوم ب‍ (لا) الناهية، وعلامة جزمه حذف النون... إلخ، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية معطوفة على جملة: {وَلا تَبْخَسُوا..}. إلخ فهي مثلها في محل نصب مقول القول.

<<  <  ج: ص:  >  >>