للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَياتاً وَهُمْ نائِمُونَ (٩٧)}

الشرح: {أَهْلُ الْقُرى:} انظر الآية السابقة. {يَأْتِيَهُمْ:} انظر الآية رقم [٣٥]. {بَأْسُنا:}

عذابنا وانظر الآية رقم [٦/ ٤٢]. {بَياتاً:} ليلا، وهو في الأصل مصدر «بات»، وأما مصدر «بيّت» فهو «تبييت»، فالأول مثل سلام، والثاني مثل: تسليم. {نائِمُونَ:} النوم هو قسمان: نوم العين ونوم القلب، فنوم العين فترة طبيعية، تعتري الحيوان، وتتعطل حواسه بها، وأما نوم القلب فهو تعطيل القوى المدركة، الثاني لم يقع منه صلّى الله عليه وسلّم؛ لأن قلبه لا ينام، كما في حديث الصحيحين عنه صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «إنّ عينيّ تنامان، ولا ينام قلبي». ورحم الله البوصيري؛ إذ يقول: [البسيط]

لا تنكر الوحي من رؤياه، إنّ له... قلبا إذا نامت العينان لم ينم

هذا؛ وما يتقدم النوم يقال: له «سنة» بكسر السين، وهو المسمى بالنعاس. هذا؛ والمنام مصدر بمعنى النوم، أو اسم مكان بمعنى موضعه، أو اسم زمان بمعنى زمانه؛ لأن «مفعلا» يصالح لهذا كله.

الإعراب: {أَفَأَمِنَ:} الهمزة: حرف استفهام إنكاري. الفاء: حرف عطف. (أمن أهل): فعل ماض، وفاعله، و {أَهْلُ:} مضاف، و {الْقُرى:} مضاف إليه مجرور... إلخ، والمصدر المؤول من «أن» المصدرية، والمضارع المنصوب بها في محل نصب مفعول به، والهاء في محل نصب مفعول به. {بَأْسُنا:} فاعله، و (نا): في محل جر بالإضافة. {بَياتاً:} حال من: {بَأْسُنا} بمعنى: مستخفيا باغتا لهم ليلا، وجوز اعتباره ظرفا، ومفعولا مطلقا عامله محذوف. {وَهُمْ نائِمُونَ:} مبتدأ وخبر والجملة الاسمية في محل نصب حال من الضمير المنصوب، والرابط:

الواو، والضمير، والجملة الفعلية: {أَفَأَمِنَ..}. إلخ معطوفة على جملة: {فَأَخَذْناهُمْ..}. إلخ وما بينهما اعتراض، قال الزمخشري: المعنى: فعلوا وصنعوا فأخذناهم بغتة، أبعد ذلك أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا، وأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهذا رجوع عن مذهبه الذي ذكرته في الآية رقم [٦٤] إلى مذهب الجماعة. انتهى جمل بتصرف كبير.

{أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (٩٨)}

الشرح: {أَوَأَمِنَ:} (أو) يقرأ بفتح الواو، وسكونها على أنها لأحد الشيئين. وانظر شرح باقي الكلام في الآية السابقة وانظر اللعب في الآية رقم [٦/ ٣٢]. هذا؛ و (الضحى): اشتداد الشمس، وامتداد النهار، يقال: {ضُحًى} وضحاء بالفتح والمد لقوة ارتفاعها. قبل الزوال.

والضحى مؤنث. هذا؛ والإعراب مثل الآية السابقة بلا فارق، والآية المعطوفة على ما قبلها، والعاطف الواو، أو (أو).

<<  <  ج: ص:  >  >>