بمعنى: أمام، وقدام مستعمل في القرآن الكريم بكثرة، وهذه الجملة مذكورة في الآية رقم [٥٧] من سورة (الأعراف)، وانظر شرح {الرِّياحَ} في الآية رقم [٦٩] من سورة (الإسراء)، أو الآية رقم [٩] من سورة (الأحزاب).
{أَإِلهٌ مَعَ اللهِ} أي: يقدر على ذلك، ويعينه عليه. {تَعالَى اللهُ عَمّا يُشْرِكُونَ} أي:
تقدس الله، وتنزه عن الذي يشركونه معه من الحجارة، والأوثان.
الإعراب:{أَمَّنْ} انظر الآية رقم [٦٠] ففيها الكفاية. {يَهْدِيكُمْ:} فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل يعود إلى (من)، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية صلة (من) على اعتبارها موصولة، والخبر محذوف، وفي محل رفع خبرها على اعتبارها استفهامية. {فِي ظُلُماتِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، و {ظُلُماتِ} مضاف، و {الْبَرِّ} مضاف إليه. {وَالْبَحْرِ:} معطوف على ما قبله. {وَمَنْ:} الواو: حرف عطف.
(من): معطوفة على ما قبلها. {يُرْسِلُ:} فعل مضارع، والفاعل يعود إلى (من). {الرِّياحَ:}
مفعول به. {بُشْراً:} حال من الرياح، وقيل: مفعول مطلق، وهذا على قراءته بالنون، لأن أرسل، وأنشر متقاربان في المعنى. {بَيْنَ:} ظرف مكان متعلق ب: {بُشْراً،} أو بمحذوف صفة له، و {بَيْنَ} مضاف، و {يَدَيْ} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء؛ لأنه مثنى لفظا، وصورة، وحذفت النون للإضافة، و {يَدَيْ} مضاف، و {رَحْمَتِهِ} مضاف إليه، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لفاعله، وجملة:{يُرْسِلُ..}. إلخ صلة (من) على اعتبارها موصولة، وفي محل رفع خبرها على اعتبارها استفهامية، ويكون العطف عطف جملة على جملة.
{أَإِلهٌ مَعَ اللهِ} انظر الآية رقم [٦٠]. {تَعالَى:} فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر. {اللهِ:} فاعله. {عَمّا:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل جر ب:(عن)، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: عن الذي، أو: عن شيء يشركونه مع {اللهِ}. وعلى اعتبار (ما) مصدرية تؤول مع الفعل بعدها بمصدر في محل جر ب: (عن)، التقدير: تعالى الله عن شركهم، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها.
الشرح:{أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ:} يبدأ الخلق: يوجده من العدم، مثل خلق الإنسان من النطفة، ومثله كثير، ثم يبعثه، وينشره بعد موته، وفنائه، والكفرة وإن أنكروا الإعادة؛ فهم معترفون بالإيجاد من العدم، وليس البعث، والإعادة بأصعب على الله من الإيجاد من العدم، بل هو أهون