للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا-وجدّكم-الصّغار بعينه... لا أمّ لي-إن كان ذاك-ولا أب

وإن نصب المعطوف عليه؛ جاز في المعطوف الأوجه الثلاثة المذكورة، أعني: البناء، والنصب، والرفع، نحو (لا غلام رجل، ولا امرأة، ولا امرأة، ولا امرأة) وإن رفع المعطوف عليه؛ جاز في الثاني وجهان: الأول: البناء على الفتح، نحو لا رجل، ولا امرأة، ولا غلام رجل، ولا امرأة، ومنه قول أمية بن أبي الصلت وهو الشاهد رقم [٣٠٣] من كتابنا: «فتح رب البرية»: [الوافر] فلا لغو ولا تأثيم فيها... ولا حين ولا فيها مليم

وفيها لحم ساحرة وبحر... وما فاهوا به أبدا مقيم

والثاني: الرفع، نحو لا رجل، ولا امرأة، ولا غلام رجل، ولا امرأة، ولا يجوز النصب للثاني؛ لأنه إنما جاز فيما تقدم للعطف على محل اسم «لا»، و «لا» هنا ليست بناصبة، فيسقط النصب. ولهذا قال المصنف: (وإن رفعت أوّلا لا تنصبا). انتهى. بحروفه.

{وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (٢٤) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ (٢٥)}

الشرح: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ:} على المتقين بالفواكه، والتحف، والطعام، والشراب. دليله قوله تعالى في سورة (الزخرف) رقم [٧١]: {يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ،} وقوله تعالى في سورة (الصافات) رقم [٤٥]: {يُطافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ}. {غِلْمانٌ لَهُمْ} أي: مماليك مخصوصون بهم. وقيل: هم أولادهم الذين سبقوهم. وقيل: إنهم من أخدمهم الله تعالى إياهم من أولاد غيرهم، قال تعالى في سورة (الواقعة): {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ}. {كَأَنَّهُمْ} أي: في الحسن، والبياض، والجمال. {لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ:} مصون في الصدف الذي لم تمسه الأيدي، ولم يقع عليه الغبار، فهو أشد ما يكون صفاء، وتلألأ، كما قال الشاعر: [البسيط] كأنّما خلقت في قشر لؤلؤة... وكلّ أكنافها وجه لمرصاد

وعن الحسن-رضي الله عنه-أنهم قالوا: يا رسول الله! إذا كان الخادم كاللؤلؤ؛ فكيف يكون المخدوم؟ فقال: «ما بينهما كما بين القمر ليلة البدر وبين أصغر الكواكب». فإن قيل:

الجنة التي وعد المتقون لا تعب فيها، ولا نصب، فلا حاجة إلى الخدم! فيجاب بأن هذا تمام النعمة، ونهاية النعيم، ودوام السرور، وانظر تشبيه هؤلاء الخدم باللؤلؤ المنشور في سورة (الدهر) رقم [١٩] وما قيل فيهم: من هم، وما أصلهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>