للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في محل رفع أيضا، وأجيز عطفه على {الْكِتابِ،} فهو في محل جر، وأجاز الفراء اعتباره صفة {الْكِتابِ،} وتكون الواو صلة. {أُنْزِلَ}: ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل يعود إلى (الذي) وهو العائد، والجملة صلته. {إِلَيْكَ}: متعلقان بالفعل قبلهما. {مِنْ رَبِّكَ}: متعلقان بمحذوف حال من نائب الفاعل المستتر، والكاف في محل جر بالإضافة. {الْحَقُّ}: خبر (الذي) على اعتباره مبتدأ، وخبر مبتدأ محذوف على الأوجه الأخرى في الموصول، والجملة الاسمية على هذا الاعتبار في محل نصب حال من (الذي)، أو من نائب الفاعل الراجع إليه، بعد هذا فالجملة الاسمية: {تِلْكَ..}. إلخ في محل رفع خبر المبتدأ {المر} على اعتباره فيه، ومستأنفة لا محل لها على اعتبار آخر، كما أجيز اعتبار {تِلْكَ} خبره، واعتبار {آياتُ} بدلا من تلك. {وَلكِنَّ}:

الواو: حرف عطف. (لكن): حرف مشبه بالفعل. {أَكْثَرَ}: اسمها، وهو مضاف، و {النّاسِ}:

مضاف إليه. {لا}: نافية. {يُؤْمِنُونَ}: مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو فاعله، ومتعلقه محذوف، التقدير: لا يؤمنون بالله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر لكن، والجملة الاسمية: {وَلكِنَّ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، أو هي مستأنفة لا محل لها على الاعتبارين، وقيل: في محل نصب حال ولا وجه له.

{اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ثُمَّ اِسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (٢)}

الشرح: {اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها}: في هذه الرؤية قولان: أحدهما: أن الرؤية ترجع إلى السماء، والمعنى: وأنتم ترون السماء مرفوعة بغير عمد من تحتها، يعني ليس تحتها دعامة تدعمها، ولا من فوقها علاّقة تمسكها. قال إياس بن معاوية: السماء مقبية على الأرض مثل القبة، وهذا قول الحسن، وقتادة، وجمهور المفسرين، وإحدى الروايتين عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، والقول الثاني: أن الرؤية ترجع إلى العمد، والمعنى: أن لها عمدا، ولكن لا ترونها أنتم، والأول أصح، وهذا على أن السموات مكونة من أجرام، وأما ما يقوله العلم من أن السموات السبع طبقات هوائية، تختلف كل طبقة عما فوقها، وعما تحتها؛ فنكل علمه إلى الله تعالى.

{اِسْتَوى}: استولى، ولا يجوز تفسيره باستقر وثبت، فيكون الله من صفات الحوادث، وهذا التأويل ينبغي أن يقال في كل ما يوهم وصفا، لا يليق به تعالى، والقول الفصل قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه، (الاستواء غير مجهول، والتكييف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة؛ لأنه تعالى كان، فهو على ما كان قبل خلق المكان لم يتغير عما كان) هذا؛ وهناك من يقول: استوى استواء يليق به وهو قول السلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>