للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جر صلة. {نِعْمَةٍ:} مبتدأ مؤخر مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. هذا؛ ويجوز اعتبار {نِعْمَةٍ} فاعلا بمتعلق الجار، والمجرور التقدير: وما ثبت لأحد عنده نعمة. وعلى الاعتبارين؛ فالجملة في محل نصب حال من فاعل {يَتَزَكّى} المستتر، والرابط: الضمير فقط. {تُجْزى:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع... إلخ، ونائب الفاعل يعود إلى {نِعْمَةٍ،} والجملة الفعلية في محل صفة {نِعْمَةٍ}.

{إِلاَّ:} أداة استثناء. {اِبْتِغاءَ:} استثناء منقطع من {نِعْمَةٍ،} أو هو مفعول لأجله. ويجوز رفعه على البدلية، ولم يقرأ بالرفع. وقال القرطبي: قرأ به يحيى بن وثاب، و {اِبْتِغاءَ} مضاف، و {وَجْهِ} مضاف إليه، من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله محذوف، و {وَجْهِ} مضاف، و {رَبِّهِ} مضاف إليه، والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه.

{الْأَعْلى:} صفة {وَجْهِ رَبِّهِ} مجرور مثله... إلخ. {وَلَسَوْفَ:} الواو: حرف قسم وجر، والمقسم به محذوف، تقديره: وعزتي، والجار، والمجرور متعلقان بفعل محذوف، تقديره: أقسم.

اللام: واقعة في جواب القسم. (سوف): حرف تسويف، واستقبال. {يَرْضى:} فعل مضارع، والفاعل يعود إلى {الْأَتْقَى،} والجملة الفعلية جواب القسم لا محل لها، والقسم، وجوابه كلام مستأنف.

خاتمة:

قال محمد بن إسحاق عن هشام بن عروة بن الزبير، عن أبيه: كان بلال-رضي الله عنه-ملكا لأمية بن خلف الجمحي، وهو بلال بن رباح، واسم أمه: حمامة، وكان صادق الإسلام طاهر القلب، وكان سيده أمية-أخزاه الله-يخرجه إذا حميت الشمس، فيطرحه على ظهره ببطحاء مكة، ثم يأمر بالصخرة العظيمة، فتوضع على صدره، ثم يقول له: لا تزال هكذا حتى تموت، أو تكفر بمحمد! فيقول وهو في ذلك: أحد أحد، فمر به أبو بكر-رضي الله عنه-، وهم يصنعون به ذلك، فقال لأمية الخبيث: ألا تتقي الله في هذا المسكين؟! قال: أنت أفسدته، فأنقذه مما ترى! فقال أبو بكر-رضي الله عنه-: أفعل عندي غلام أسود أجلد منه وأقوى، وهو على دينك أعطيكه به. قال: قد فعلت، فأعطاه أبو بكر-رضي الله عنه-غلامه، واسمه:

نسطاس، وأخذ بلالا، فأعتقه. وكان قد أعتق ست رقاب على الإسلام قبل أن يهاجر، بلال سابعهم.

وهم: عامر بن فهيرة، شهد بدرا، وأحدا، وقتل يوم بئر معونة شهيدا. وأم عميس، وزهرة، فأصيب بصرها حين أعتقها أبو بكر، فقالت قريش: ما أذهب بصرها إلا اللات، والعزى، فقالت: كذبوا ورب البيت! لا تضر اللات والعزى، ولا تنفعان شيئا! فرد الله عليها بصرها.

وأعتق النهدية، وابنتها، وكانت لامرأة من بني عبد الدار، فرآهما أبو بكر، وقد بعثتهما سيدتهما تحتطبان لها، وهي تقول: والله لا أعتقهما أبدا! فقال أبو بكر: كلاّ يا أم فلان! فقالت: أنت

<<  <  ج: ص:  >  >>