للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الضمير للتسجيل عليهم بوصف الظلم. {أَهْواءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ} أي: اتبعوا أهواءهم جاهلين؛ لأن العالم إذا ركب هواه؛ ربما ردعه علمه، وكفه، وأما الجاهل، فإنه يهيم على وجهه كالبهيمة، لا يكفه شيء عن غيه، وضلاله. هذا؛ ولما قامت عليهم الحجة ذكر الله تعالى: أنهم يعبدون الأصنام باتباع أهوائهم، وتقليد الأسلاف في عبادتها، بدون سند يعتمدون عليه.

{فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللهُ} أي: لا هادي لمن أضله الله تعالى، وفي هذا رد على القدرية، وغيرهم. {وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ:} يخلصونهم من الضلالة، ويحفظونهم من آفاتها، وأضرارها في الدنيا والآخرة، وانظر ما ذكرته في الآية رقم [١٧] من سورة (الفرقان) من إضلال الكافرين؛ وانظر شرح (الهوى) في الآية رقم [٤٣] منها أيضا، وفيه مراعاة المعنى.

الإعراب: {بَلِ:} حرف إضراب انتقالي. {اِتَّبَعَ:} فعل ماض. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل. {ظَلَمُوا:} فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها. {أَهْواءَهُمْ:} مفعول به، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {بِغَيْرِ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من واو الجماعة، و (غير) مضاف، و {عِلْمٍ} مضاف إليه، والجملة الفعلية: {اِتَّبَعَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {فَمَنْ:} الفاء: حرف استئناف. وقيل: هي الفصيحة، ولا وجه له. (من): اسم استفهام توبيخي مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {يَهْدِي:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل ضمير مستتر تقديره: «هو» يعود إلى: (من). {فَمَنْ:}

اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية بعدها صلة: {فَمَنْ،} أو صفتها، والعائد أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير الذي، أو شخصا أضله الله، والجملة الفعلية: {يَهْدِي..}. إلخ في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية:

{فَمَنْ يَهْدِي..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {وَما:} الواو: حرف عطف. (ما): نافية.

{لَهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {فَمَنْ:} حرف جر صلة. {ناصِرِينَ:} مبتدأ مؤخر مرفوع، وعلامة رفعه الواو المقدرة، منع من ظهورها اشتغال المحل بالياء؛ التي جلبها حرف الجر الزائد، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، أو هي مستأنفة، لا محل لها على الاعتبارين.

{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٣٠)}

الشرح: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً:} هذا خطاب لسيد الخلق، وحبيب الحق صلّى الله عليه وسلّم، ويدخل في هذا الخطاب أمته باتفاق من أهل التأويل. وإقامة الوجه معناها: تقويم المقصد، والقوة على

<<  <  ج: ص:  >  >>