للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والكلام مستأنف. {آمَنُوا:} فعل، وفاعل، والألف للتفريق، ومتعلقه محذوف، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محلّ لها. ({عَمِلُوا}): فعل ماض مبني على الضم، والواو... إلخ.

{الصّالِحاتِ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنّه جمع مؤنث سالم، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محلّ لها مثلها. {سَنُدْخِلُهُمْ:} السين: حرف تنفيس، واستقبال. (ندخلهم): فعل مضارع، والفاعل مستتر تقديره: نحن، والهاء في محل نصب مفعول به. {جَنّاتٍ:} ظرف مكان متعلّق بالفعل قبله عند بعض النّحاة، وفي مقدّمتهم سيبويه، والمحقّقون-وعلى رأسهم الأخفش-ينصبونه على التوسّع في الكلام بإسقاط الخافض، لا على الظرفية، فهو منتصب عندهم انتصاب المفعول به على السّعة بإجراء اللازم مجرى المتعدّي، ومثل هذا يقال في مفعول «دخل» الثلاثي، ومفعول «نزل» و «سكن» وأيضا قوله تعالى في سورة (البقرة): {اِهْبِطُوا مِصْراً} وعلى جميع الاعتبارات فهو منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة لأنّه جمع مؤنث سالم.

{تَجْرِي:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمّة مقدّرة على الياء للثقل. {مِنْ تَحْتِهَا:}

متعلقان بما قبلهما، والهاء في محل جرّ بالإضافة. {الْأَنْهارُ:} فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب صفة: {جَنّاتٍ}. {خالِدِينَ:} حال من الضّمير المنصوب، منصوب وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنّه جمع مذكر سالم، والنّون عوض عن التّنوين في الاسم المفرد، وفاعله مستتر فيه. {فِيها:} جار ومجرور متعلّقان ب‍ {خالِدِينَ}. {أَبَداً:} ظرف زمان متعلّق به أيضا.

{لَهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدّم. {فِيها:} جار ومجرور متعلّقان بمحذوف حال من الضمير المستتر المستقر في: {لَهُمْ،} أو هما متعلقان بمحذوف خبر ثان. وقيل:

متعلقان بمحذوف حال من: {أَزْواجٌ} كان صفة له... إلخ، وهو غير مسلّم؛ لأنّ بعضهم لا يجيز مجيء الحال من المبتدأ. {أَزْواجٌ:} مبتدأ مؤخّر، والجملة الاسمية مستأنفة لا محلّ لها.

وقال أبو البقاء: حال، أو صفة، ولا أراهما قويّين، ولو قيل بالاعتراض بين الجملتين المتعاطفتين؛ لكان أحسن، وأفضل. (ندخلهم {ظِلاًّ}): معطوفة على جملة: {سَنُدْخِلُهُمْ} إلخ، فهي في محلّ رفع مثلها، وإعرابها مثلها بلا فارق. {ظَلِيلاً:} صفة {ظِلاًّ} مؤكّدة. كقولهم:

شمس شامس، وليل أليل، ويوم أيوم. تأمّل، وتدبّر، وربّك أعلم، وأجلّ، وأكرم.

{إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كانَ سَمِيعاً بَصِيراً (٥٨)}

الشرح: قال البغوي-رحمه الله تعالى-: نزلت في عثمان بن طلحة الحجبي من بني عبد الدّار، وكان سادن الكعبة، فلمّا دخل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مكّة يوم الفتح؛ أغلق عثمان باب الكعبة،

<<  <  ج: ص:  >  >>