للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{اِسْتَجارَكَ}: ماض، وفاعله مستتر تقديره: هو يعود إلى {أَحَدٌ،} والكاف مفعول به، والجملة الفعلية مفسرة لا محل لها، وهذا عند البصريين، وأما الكوفيون فيجيزون أن يكون {أَحَدٌ} فاعلا مقدما بالفعل بعده. انظر الشاهد [٩٩٠] من كتابنا: «فتح القريب المجيب» تجد ما يسرك. {فَأَجِرْهُ}: الفاء: واقعة في جواب الشرط. (أجره): أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت»، والهاء: مفعول به، والجملة الفعلية في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول: لا محل لها؛ لأنها لم تحل محل المفرد. {حَتّى}: حرف غاية وجر. {يَسْمَعَ}: مضارع منصوب ب‍ «أن» مضمرة بعد {حَتّى،} والفاعل يعود إلى {أَحَدٌ}. {كَلامَ}: مفعول به، وهو مضاف، و {اللهِ}: مضاف إليه، و «أن» المضمرة والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل جر ب‍ {حَتّى،} والجار والمجرور متعلقان بالفعل أجره. {ثُمَّ}: حرف عطف. {أَبْلِغْهُ}: فعل ومفعوله، وفاعله مستتر فيه، والجملة الفعلية معطوفة على جملة جواب الشرط. {مَأْمَنَهُ}:

مفعول به ثان، والهاء: في محل جر بالإضافة. {ذلِكَ}: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له. {بِأَنَّهُمْ}: الباء: حرف جر.

(أنهم): حرف مشبه بالفعل، والهاء: اسمها. {قَوْمٌ}: خبرها، وجملة: {لا يَعْلَمُونَ} مع المفعول المحذوف في محل رفع صفة {قَوْمٌ،} و (أنّ) واسمها وخبرها في تأويل مصدر في محل جر بالباء، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {ذلِكَ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها.

{كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ فَمَا اِسْتَقامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (٧)}

الشرح: {كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ}: استبعاد أن يكون للمشركين عهد وأمان من الله ورسوله، ولا ينكثون؛ لأن قلوبهم تغلي حقدا وحسدا، وهم مطبوعون على خلف الوعود، ونقض العهود، وهذا هو الذي حصل من المشركين فقد نقض كفار قريش العهد الذي أبرموه مع الرسول صلّى الله عليه وسلّم في الحديبية، نقضوه بإعانة بني بكر حلفائهم على بني خزاعة حلفاء الرسول صلّى الله عليه وسلّم. {إِلاَّ الَّذِينَ عاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ}: وهم بنو ضمرة، فهم ثابتون على عهدهم، ووفائهم، {فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ} أي: ما داموا محافظين على عهودهم، ومواثيقهم فأتموا إليهم المدة المبرمة بينكم وبينهم، وهو ما أفادته الآية رقم [٥]. {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} أي: يخافون الله، فيفون بالوعود، ويتممون العهود التي يبرمونها، وانظر الآية رقم [٥٩] الأنفال. {عَهْدٌ}: انظر الآية رقم [١٠٢] من سورة (الأعراف).

ووصف الله الكعبة ب‍ {الْحَرامِ} تنويها بشأنها، ورفعة لقدرها، وتعظيما لحرمتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>