للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جواب شرط مقدر، التقدير: وإذا كنت صادقا فيما تدعيه؛ {فَأْتِ بِآيَةٍ} تدل على صدقك، وقد دل على هذا الشرط ما بعده، {إِنْ:} حرف شرط جازم. {كُنْتَ:} فعل ماض ناقص مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، والتاء اسمه. {مِنَ الصّادِقِينَ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر كان، وجملة: {كُنْتَ مِنَ الصّادِقِينَ:} لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. والكلام: {إِنَّما أَنْتَ..}. إلخ كله في محل نصب مقول القول، وجملة:

{قالُوا..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها، وجواب الشرط محذوف.

{قالَ هذِهِ ناقَةٌ لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (١٥٥)}

الشرح: روي: أن قوم صالح-على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام-طلبوا منه علامة تدل على صدقه، فقالوا: نريد ناقة عشراء، تخرج من هذه الصخرة، فتلد سقبا؛ أي:

ولدا، فقال له جبريل-عليه السّلام-: صل ركعتين، وسل ربك الناقة. ففعل، فخرجت الناقة، وبركت بين أيديهم، ونتجت سقبا مثلها في العظام، فقال لهم صالح-عليه السّلام-: هذه ناقة كما طلبتم، فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء، وكانوا يشربون جميعا من ماء واحد، فقال لهم: للناقة الماء في يوم، ولكم الماء في يوم آخر، فكانت تشرب الماء كله في يوم شربها، وعند المساء يحلبونها فيشربون لبنها، وتكفيهم عن الماء، وفي يوم شربهم يشربون منها وتكفي مواشيهم، وأرضهم، ليس لهم في يوم ورودها أن يشربوا من الماء شيئا أبدا، ولا لها أن تشرب في يومهم من مائهم شيئا. هذا؛ والشّرب بكسر الشين: الحظ من الماء، وأما المصدر؛ فهو بتثليث الشين من شرب، يشرب، والشّرب بفتح الشين: جمع شارب، كما قال الأعشى في معلقته رقم [٤١]: [البسيط]

فقلت للشّرب في درنا وقد ثملوا: ... شيموا، فكيف يشيم الشّارب الثّمل؟

الإعراب: {قالَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى صالح. {هذِهِ:} الهاء: حرف تنبيه ينبه به المخاطب على ما يساق من الكلام، (ذه): اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ. {ناقَةٌ:} خبر المبتدأ. {لَها:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم، {شِرْبٌ:}

مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية في محل رفع صفة: {ناقَةٌ}. {وَلَكُمْ:} الواو: حرف عطف.

(لكم): جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {شِرْبٌ:} مبتدأ مؤخر. و {شِرْبٌ} مضاف، و {يَوْمٍ} مضاف إليه. {مَعْلُومٍ:} صفة {يَوْمٍ،} والجملة الاسمية: (لكم شرب...) إلخ معطوفة على ما قبلها، فهي في محل رفع صفة مثلها، والرابط في الأولى رابط في الثانية، والجملة الاسمية: {هذِهِ ناقَةٌ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

<<  <  ج: ص:  >  >>