والرابط: الضمير فقط، والعامل في الحال اسم الإشارة، فتكون الجملة مثل قوله تعالى حكاية عن قول سارة زوج إبراهيم-على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام-: {وَهذا بَعْلِي شَيْخاً} رقم [٧٢] من سورة (هود). وقوله تعالى:{وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً} رقم [١٥٣] من سورة (الأنعام). {لَعَلَّهُمْ:} حرف ترج مشبه بالفعل، والهاء: اسمها، وجملة:{يَتَفَكَّرُونَ} في محل رفع خبرها، والجملة الاسمية مفيدة للتعليل، لا محل لها، والجملة الاسمية:(تلك الأمثال...) إلخ مستأنفة، لا محل لها.
الشرح:{هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ} المعنى: أنه تعالى أعلم بما غاب عن العباد مما لم يعاينوه، ولم يعلموه، وعليم بما شاهدوه، وما علموه. وقيل: استوى في علمه تعالى السر، والعلانية، والموجود، والمعدوم. وقيل: علم حال الدنيا، والاخرة. هذا؛ والغيب: ما غاب عن الإنسان، ولم تدركه حواسه، قال الشاعر:[الطويل] وبالغيب آمنّا وقد كان قومنا... يصلّون للأوثان قبل محمّد
ولا تنس الطباق بين {الْغَيْبِ} و {وَالشَّهادَةِ}.
{هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ:} هما اسمان. وقيل: صفتان مأخوذتان من الرحمة، ورحمة الله:
إرادته الخير، والنعمة، والإحسان إلى خلقه. وهما في حقه سبحانه وتعالى بمعنى المحسن، أو مريد الإحسان، لكن الأول بمعنى: المحسن بجلائل النعم، والثاني بمعنى: المحسن بدقائق النعم، وإنما جمع بينهما هنا، وفي البسملة إشارة إلى أنه ينبغي أن يطلب منه تعالى النعم الحقيرة، كما يطلب منه النعم العظيمة. وقد يوصف بالرحيم المخلوقون، وأما الرحمن فلا يوصف به إلا الله تعالى، ومن وصف به مسيلمة الكذاب؛ فقد تعنّت حيث قال فيه:[البسيط] وأنت غيث الورى لا زلت رحمانا
الإعراب:{هُوَ:} ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {اللهُ:} خبره، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. {الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة لفظ الجلالة. {لا:} نافية للجنس تعمل عمل «إن». {إِلهَ:} اسم {لا} مبني على الفتح في محل نصب، وخبرها محذوف، التقدير: موجود. {إِلاّ:} حرف حصر. {هُوَ:}
يجوز فيه ثلاثة أوجه: أحدها اعتباره بدلا من اسم {لا} على المحل؛ إذ محله الرفع على الابتداء. والثاني: اعتباره بدلا من {لا} واسمها؛ لأنهما في محل رفع بالابتداء. والثالث: