هذا؛ وأصل الوحي: الإشارة السريعة، والوحي: الكتاب المنزل على الرسول المرسل لقومه، مثل: موسى، وعيسى، ومحمد، صلّى الله عليهم، وسلم أجمعين، والوحي أيضا:
الكتابة، والرسالة، والإلهام، والكلام الخفي، وكل ما ألقيته إلى غيرك. وتسخير الطير لما خلق له إلهام. والوحي إلى النحل، وتسخيرها لما خلقها الله له إلهام أيضا، كما رأيت في سورة (النحل) رقم [٦٨]. قال تعالى في سورة (طه) رقم [٥٠] حكاية عن قول موسى-على نبينا، وحبيبنا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام-جوابا لفرعون:{قالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى} هذا؛ و {نَفَرٌ} يطلق على ما دون العشرة، مثل: رهط، ومعشر، ونحو ذلك، والجمع: أنفار، والنسبة إليه نفري. وقال الزجاج: النفير جمع: نفر، كالعبيد جمع: عبد. وأما (العجب) بفتح العين، والجيم؛ فهو انفعال نفساني يعتري الإنسان عند استعظامه، أو استطرافه، أو إنكاره ما يرد عليه.
وقال الراغب: العجب حالة تعرض للإنسان بسبب الشيء، وليس هو شيئا له في ذاته حالة حقيقية، بل هو بحسب الإضافات إلى من يعرف السبب، ومن لا يعرفه، وحقيقة أعجبني كذا: ظهر لي ظهورا لم أعرف سببه. هذا؛ والعجب بضم العين وسكون الجيم رؤية النفس، وحقيقته أن يرى الإنسان نفسه فوق غيره علما، أو ورعا، أو أدبا، أو غير ذلك، ويعتقد: أن له منزلة لا يدانيه فيها سواه، وهذا هو الكبر الذي يدخل صاحبه جهنم، وبئس المصير، وهذا لا يكون إلا من ضعيف الإيمان، وناقص العقل، وميت الضمير، والوجدان الإنساني، ورحم الله من يقول:[الكامل]
الإعراب:{قُلْ:} فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره:«أنت». {أُوحِيَ:} فعل ماض مبني للمجهول. {إِلَيَّ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {أَنَّهُ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها. {اِسْتَمَعَ:} فعل ماض. {نَفَرٌ:} فاعله. {مِنَ الْجِنِّ:} متعلقان بمحذوف صفة {نَفَرٌ،} والجملة الفعلية في محل رفع خبر (أن)، و (أن) واسمها وخبرها في تأويل مصدر في محل رفع نائب فاعل {أُوحِيَ} والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول، والجملة الفعلية:{قُلْ أُوحِيَ..}.
إلخ ابتدائية لا محل لها من الإعراب. {فَقالُوا:} الفاء: حرف عطف. (قالوا): فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق. {إِنّا:} حرف مشبه بالفعل، و (نا): اسمها حذفت نونها، وبقيت الألف دليلا عليها. {سَمِعْنا:} فعل، وفاعل. {قُرْآناً:} مفعول به. {عَجَباً:} صفة له، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (إنّ)، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول، وجملة:{فَقالُوا..}. إلخ معطوفة على جملة:{اِسْتَمَعَ نَفَرٌ..}. إلخ فهي في محل رفع مثلها.
الشرح:{يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ:} يدعو إلى الصواب، يعني: التوحيد، والإيمان بالله، ومعرفته. والرشد: الاهتداء، والاستقامة على طريق الحق، وضده: الغي، والضلال. قال تعالى