للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إظهار الآيات، وكيفية عاقبة المفسدين، ولم يكن هذا القول، وما بعده من جواب فرعون إثر ما ذكر ما هاهنا، بل بعد ما جرى بينهما من المحاورات المحكية بقوله تعالى {قالَ فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى} وقوله: {وَما رَبُّ الْعالَمِينَ} الآيات، فطوى ذكره هنا للإيجاز. انتهى أبو السعود.

{حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرائِيلَ (١٠٥)}

الشرح: {حَقِيقٌ:} واجب. وقيل: جدير. والمعنى لا يؤيده. {عَلى أَنْ:} قرأ الجمهور بتخفيف اللام، وقرأ نافع بتشديد الياء. {أَقُولَ:} انظر «القول» في الآية رقم [٥]. {اللهِ:} انظر الآية رقم [٨٧]. {الْحَقَّ:} انظر الآية رقم [٣٣]. {جِئْتُكُمْ:} انظر رقم [٤]. {بِبَيِّنَةٍ:}

معجزة. {رَبِّكُمْ:} انظر الآية رقم [٣]. {بَنِي إِسْرائِيلَ:} {بَنِي:} أصله: بنين، حذفت النون للإضافة، وهو جمع ابن مأخوذ من البناء؛ لأن الابن مبنى أبيه، ولذلك ينسب المصنوع إلى الصانع. {إِسْرائِيلَ:} هو نبي الله يعقوب، عليه الصلاة والسّلام، ومعناه في اللغة العبرية:

صفوة الله، أو عبد الله، ف‍ «إسرا» هو العبد، أو الصفوة، و «إيل» هو الله، وأولاد يعقوب كانوا اثني عشر رجلا، فأولاد كل واحد منهم صاروا قبيلة، ويطلق على هذه القبائل: الأسباط، كما هو مذكور في غير ما آية وانظر الآية رقم [١٦٠]. {فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرائِيلَ:} فاتركهم حتى يرجعوا معي إلى الأرض المقدسة؛ التي هي وطن آبائهم، وكان قد استعبدهم، واستخدمهم في الأعمال الشاقة، وسامهم سوء العذاب، وانتقالهم من بلاد الشام إلى أرض مصر كان في عهد يوسف، عليه السّلام، كما هو معروف في سورة (يوسف).

الإعراب: {حَقِيقٌ:} خبر لمبتدإ محذوف، تقديره: أنا حقيق. {عَلى أَنْ:} {عَلى:} حرف جر. {أَنْ:} حرف ناصب. {لا:} نافية. {أَقُولَ:} مضارع منصوب ب‍ {أَنْ،} والفاعل مستتر تقديره: «أنا». {عَلَى اللهِ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {إِلاَّ:} حرف حصر. {الْحَقَّ:} مفعول به؛ لأنه يتضمن معنى الجملة، وجوز أن يكون منصوبا على المصدر، أي: القول الحق. انتهى جمل. و {أَنْ} والمضارع في تأويل مصدر في محل جر ب‍: {عَلى،} والجار والمجرور متعلقان ب‍ {حَقِيقٌ}. هذا؛ وجه من: الإعراب، والوجه الثاني: {حَقِيقٌ:} مبتدأ، والجار والمجرور اللذان ذكرتهما في محل رفع خبره وعلى قراءة «(عليّ)» بتشديد الياء فالجار والمجرور متعلقان ب‍ {حَقِيقٌ،} والمصدر المؤول من: {أَنْ لا أَقُولَ..}. إلخ في محل رفع خبر المبتدأ، والتقدير:

واجب علي قول الحق. وقد أغرب أبو البقاء حيث اعتبر: {حَقِيقٌ} صفة ل‍: {رَسُولٌ} أو خبرا بعد خبر. {قَدْ:} حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {جِئْتُكُمْ:} فعل، وفاعل ومفعول به، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول كالجملة الاسمية قبلهما. {بِبَيِّنَةٍ:} متعلقان

<<  <  ج: ص:  >  >>