للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي. {جَمَعَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى {الَّذِي،} والجملة صلة الموصول، لا محل لها. {مالاً:} مفعول به. {وَعَدَّدَهُ:} الواو: حرف عطف. (عدده): فعل ماض، والهاء مفعول به، والفاعل يعود إلى {الَّذِي،} والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها.

{يَحْسَبُ:} فعل مضارع، والفاعل يعود إلى {الَّذِي}. {أَنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {مالَهُ:}

اسم {أَنَّ،} والهاء في محل جر بالإضافة. {أَخْلَدَهُ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى {مالَهُ،} والهاء مفعول به، والجملة الفعلية في محل رفع خبر {أَنَّ،} و {أَنَّ} واسمها، وخبرها في تأويل مصدر في محل نصب سد مسد مفعولي {يَحْسَبُ،} والجملة الفعلية في محل نصب حال من فاعل {جَمَعَ} و {أَخْلَدَهُ،} والرابط: الضمير فقط، أو هي مستأنفة، لا محل لها.

{كَلاّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (٤) وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ (٥) نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ (٦) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (٧)}

الشرح: {كَلاّ:} انظر الآية رقم [١٦] من سورة (المدثر). {لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ} أي:

ليلقين، وليطرحن الذي جمع المال وعدده في الحطمة؛ أي: النار، وهو اسم من أسمائها. قال تعالى في سورة (الحجر) رقم [٤٤]: {لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ} أي: للنار سبع طبقات، بعضهم فوق بعض ينزلزن فيها بحسب مراتبهم في المتابعة. قال ابن جريج: النار سبع دركات، وهي منازل أهلها، والجنة درجات، فالدرك ما كان إلى أسفل، والدرج ما كان إلى أعلى، فالعليا من طبقات النار لعصاة المسلمين، وهي جهنم تكون بعد خروجهم منها خرابا يبابا، لا نار فيها. والثانية: لظى للنصارى. والثالثة: الحطمة لليهود. والرابعة: السعير للصابئين. والخامسة: سقر للمجوس. والسادسة: الجحيم لأهل الشرك. والسابعة: الهاوية.

وهي الدرك الأسفل للمنافقين. قال تعالى في سورة (النساء) رقم [١٤٥]: {إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً} وإنما كان عقابهم كذلك؛ لأنهم أخبث أهل الكفر؛ لأنهم ضموا إلى الكفر استهزاء بالإسلام، وخداعا للمؤمنين. هذا؛ ودرجات الجنة ثمانية، وهي: دار الجلال، ودار السّلام، وجنة عدن، وجنة المأوى، وجنة الخلد، وجنة الفردوس، وجنة النعيم، ودار الكرامة. وهي المعبر عنها بدار المقامة بقوله تعالى في سورة (فاطر) رقم [٣٥] حكاية عن قول المؤمنين: {الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ..}. إلخ. هذا؛ والردع الذي تضمنته {كَلاّ} ردّ على الذي جمع المال، وعدده. والمعنى: لا يخلده ماله، بل يخلده ذكر العلم، والعمل الصالح. ومنه قول علي-رضي الله عنه-: مات خزان المال وهم أحياء، والعلماء العاملون باقون ما بقي الدهر. وخذ قول أمير الشعراء أحمد شوقي: [الكامل]

دقّات قلب المرء قائلة له... إنّ الحياة دقائق وثوان

<<  <  ج: ص:  >  >>