للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالضم لتحسين اللفظ، فتولدت واو الإشباع، و (ها): مفعوله الثاني، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محلّ لها. {بِما:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، و (ما): تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل جر بالباء، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: بالذي، أو بشيء كنتم تعملونه، وعلى اعتبارها مصدرية تؤول مع الفعل بعدها بمصدر في محل جر بالباء، التقدير: أورثتموها بعملكم. {كُنْتُمْ:} فعل ماض ناقص مبني على السكون، والتاء اسمه، وجملة: {تَعْمَلُونَ} في محل نصب خبرها. هذا؛ وأجيز اعتبار الجنة صفة: (تلك)، أو بدلا منها، واعتبار {الَّتِي} خبر المبتدأ، كما أجيز اعتبار {الَّتِي} صفة ل‍: {الْجَنَّةُ،} واعتبار {بِما..}. إلخ متعلقين بمحذوف خبر المبتدأ، وعلى جميع الاعتبارات فالجملة الاسمية: {وَتِلْكَ..}. إلخ مستأنفة، لا محلّ لها.

{لَكُمْ فِيها فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْها تَأْكُلُونَ (٧٣)}

الشرح: الفاكهة المعروفة، وأجناسها الفواكه، والفاكهاني هو الذي يبيعها. وقال ابن عباس-رضي الله عنهما-: هي الثمار كلها، رطبها، ويابسها. أي: لكم في الجنة سوى الطعام، والشراب فاكهة كثيرة تأكلون منها. هذا؛ و (من) تفيد التبعيض. قال المفسرون: يأكل أهل الجنة من بعض الثمار، وأما الباقي فعلى الأشجار على الدوام، لا ترى في الجنة شجرة تخلو من ثمرها لحظة، فهي مزينة بالثمار أبدا؛ لأنّ ما يؤكل يخلف بدله، وقد قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم:

«لا ينزع أحد في الجنة من ثمرها ثمرة إلاّ نبت مكانها مثلاها». وذلك؛ لأنها على صفة الماء النابع، لا يؤخذ منه شيء إلاّ خلف مكانه مثله في الحال. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {لَكُمْ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {فِيها:} متعلقان بمحذوف خبر ثان، أو بالخبر المحذوف، أو هما متعلقان بمحذوف حال من الضمير المستتر في الخبر المحذوف، وأجيز تعليقهما بمحذوف حال من: {فاكِهَةٌ،} كان نعتا له، كما رأيت في الآية رقم [٤] وكثير من النحاة لا يجيزون مجيء الحال من المبتدأ؛ لأنّ الحال هيئة فاعل، أو مفعول. {فاكِهَةٌ:} مبتدأ مؤخر. {كَثِيرَةٌ:} صفة له. {مِنْها:} جار ومجرور متعلقان بما بعدهما، وجملة: {مِنْها تَأْكُلُونَ} في محل رفع صفة ثانية ل‍: {فاكِهَةٌ،} والجملة الاسمية: {لَكُمْ فِيها..}. إلخ مستأنفة، لا محلّ لها.

{إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ (٧٤)}

الشرح: لما ذكر الله عزّ وجل أحوال أهل الجنة؛ ذكر أحوال أهل النار، وذلك من باب المقابلة، وتلك سنة اقتضتها حكمة العليم الخبير ورحمته في كتابه بأن لا يذكر التكذيب من

<<  <  ج: ص:  >  >>