للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفعلية: {فَلا تَحْسَبَنَّ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {اللهَ:}

اسمها. {عَزِيزٌ:} خبر أول. {ذُو:} خبر ثان مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه من الأسماء الخمسة، و {ذُو} مضاف، و {اِنتِقامٍ} مضاف إليه، والجملة الاسمية: {إِنَّ اللهَ..}. إلخ تعليل للنهي لا محل لها.

{يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ وَبَرَزُوا لِلّهِ الْواحِدِ الْقَهّارِ (٤٨)}

الشرح: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ:} اختلف في هذا التبديل على قولين:

أحدهما: أنه تبدل صفة الأرض، والسماء، لا ذاتهما، فأما تبديل الأرض؛ فبتغيير صفتها، وهيئتها مع بقاء ذاتها، وهو أن تدكدك جبالها، وتسوى وهادها، وأوديتها، وتذهب أشجارها، وجميع ما عليها من عمارة وغيرها، لا يبقى على وجهها شيء إلا ذهب، وتمد مدّ الأديم. وأما تبديل السماء؛ فهو أن تنتثر كواكبها، وتطمس شمسها وقمرها، وكونها تارة كالدهان، وتارة كالمهل. ويدل له ما روي عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يحشر النّاس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النّقيّ، ليس بها علم لأحد». رواه الشيخان.

والقول الثاني: هو تبديل ذوات الأرض والسماء. ثم اختلف في هذا التبديل، فقال ابن مسعود-رضي الله عنه-: تبدل الأرض بأرض كالفضة بيضاء نقية، لم يسفك بها دم، ولم يعمل عليها خطيئة. وقال علي كرم الله وجهه: تبدل الأرض أرضا من فضة، والسماء من ذهب. وقال أبي بن كعب-رضي الله عنه-: تصير الأرض نيرانا، والسماء جنانا. وقال أبو هريرة وسعيد بن جبير، ومحمد بن كعب القرظي: تبدل الأرض خبزة بيضاء يأكل المؤمن من تحت قدميه. ويدل لهذا ما روي عن أبي سعيد الخدري-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة، يتكفؤها الجبّار بيده، كما يتكفّأ أحدكم خبزته في السّفر، نزلا لأهل الجنة». أخرجاه في الصحيحين. انتهى. خازن بتصرف كبير.

وخذ هذا الحديث عن عائشة-رضي الله عنها-قالت: سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن قوله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ} فأين يكون الناس يومئذ؟ قال: «على الصراط».

أخرجه مسلم، والترمذي، وابن ماجة.

{وَبَرَزُوا لِلّهِ:} انظر الآية رقم [٢١] {الْواحِدِ الْقَهّارِ:} انظر الآية رقم [١٦] من سورة (الرعد)، والمحال عليها في سورة (يوسف) عليه السّلام، وانظر شرح السموات والأرض في الآية رقم [٣] من سورة (يونس) عليه السّلام، وانظر شرح: {غَيْرَ} في الآية رقم [٢] من سورة (الرعد)، وانظر التعبير بالماضي في الآية [٢١].

الإعراب: {يَوْمَ:} بدل من {يَوْمَ يَأْتِيهِمُ،} أو هو متعلق بالمصدر انتقام، أو هو معمول لمقدر باذكر {تُبَدَّلُ:} مضارع مبني للمجهول. {الْأَرْضُ:} نائب فاعل، وهو المفعول الأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>