للتعذر، والفاعل يعود إلى {نَبِيٍّ} و {رَسُولٍ} والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {إِذا} إليها، وجملة:{أَلْقَى الشَّيْطانُ} جواب {إِذا،} لا محل لها. {فِي أُمْنِيَّتِهِ:} متعلقان بالفعل قبلهما.
والهاء في محل جر بالإضافة، و (إذا) ومدخولها في محل نصب على الاستثناء المنقطع، أو في محل جرّ صفة {نَبِيٍّ} أفاده أبو البقاء، وقيل: في محل نصب حال، ولا وجه له ألبتة. والكلام:
{وَما أَرْسَلْنا..}. إلخ مستأنف لا محل له. {فَيَنْسَخُ:} الفاء: حرف استئناف، أو عطف.
(ينسخ): مضارع. {اللهُ:} فاعله. {ما:} اسم موصول أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: الذي أو شيئا يلقيه الشيطان، وأجيز اعتبار ما مصدرية تؤول مع الفعل بعدها بمصدر في محل نصب مفعول به، التقدير: فينسخ الله إلقاء الشيطان، وجملة {فَيَنْسَخُ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، أو هي مستأنفة لا محل لها على الاعتبارين. {يُحْكِمُ اللهُ:} مضارع، وفاعله.
{آياتِهِ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها، والجملة الاسمية:{وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} مستأنفة لا محل لها. تأمل، وتدبر.
الشرح:{لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً:} محنة، وابتلاء، واختبارا، والله يختبر عباده بما يشاء. {لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ:} شك، ونفاق، فهو يمرض القلوب؛ أي: يضعفها بضعف الإيمان فيها، والمرض حقيقة فيما يعرض للبدن، فيخرجه عن الاعتلال اللائق به، ويوجب الخلل في أفعاله، وهو يؤدي إلى الموت، واستعير هنا وفي كثير من الآيات لما في القلوب من الجهل، وفساد العقيدة، والمراد بالذين في قلوبهم مرض ضعفاء الإيمان الذين ارتدوا عن الإسلام حين حصلت الحادثة؛ التي رأيتها في الآية السابقة.
{وَالْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ:} المراد بهم: المشركون الذين سجدوا مع الرسول صلّى الله عليه وسلّم، ثم عادوا إلى عتوهم، وعنادهم. {وَإِنَّ الظّالِمِينَ} أي: لأنفسهم من مشركين، ومن حذا حذوهم، وانظر التعبير ب:{الظّالِمِينَ} ونحوه عن المشركين في الآية رقم [٧٤] من سورة (طه). {لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ} أي: لفي خلاف وعصيان ومشاقة لله عز وجل، ولرسوله صلّى الله عليه وسلّم، وللمؤمنين، ومعنى {بَعِيدٍ} شديد، وقول الجلال رحمه الله تعالى: لفي خلاف طويل مع النبي، والمؤمنين حيث جرى على لسانه ذكر آلهتهم بما يرضيهم، ثم أبطل ذلك انتهى. أقول: هذا كلام قد بينت بطلانه في الآية السابقة، فليتنبه له. ونقل الجمل عن الخازن ما تدارك الخازن نفسه بطلانه أيضا، فليتنبه له أيضا.