للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على ما قبلها، أو هي مستأنفة، لا محلّ لها على الاعتبارين. {وَما:} الواو: حرف عطف.

(ما): نافية. {لَكُمْ:} متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {مِنْ دُونِ:} متعلقان بالخبر المحذوف، أو بمحذوف خبر ثان، أو بمحذوف حال من الضمير المستتر في الخبر المحذوف، و {دُونِ} مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه. {مِنْ:} حرف جر صلة. {وَلِيٍّ:} مبتدأ مؤخر مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، لا محلّ لها مثلها، وإن اعتبرتها في محل نصب حال من الضمير المستتر ب‍: (معجزين) فلست مفندا، ويكون الرابط: الواو، والضمير. {وَلا:} الواو: حرف عطف. (لا): صلة لتأكيد النفي. {نَصِيرٍ:} معطوف على ما قبله.

{وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ (٣٢)}

الشرح: ومن علامات قدرته الدالة على توحيده، وتعظيمه، وتقديسه: السفن؛ التي تسير في البحر، كأنّها الجبال الراسيات، أو القصور الشامخات. وكل شيء مرتفع عند العرب فهو علم، قالت الخنساء، -رضي الله عنها-ترثي أخاها صخرا: [البسيط]

وإنّ صخرا لتأتمّ الهداة به... كأنّه علم في رأسه نار

هذا؛ وواحد الجواري: جارية، قال تعالى في سورة (الحاقة) رقم [١١]: {إِنّا لَمّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ} سميت جارية؛ لأنّها تجري في الماء، والجارية: المرأة الشابة، سميت بذلك؛ لأنّها يجري فيها ماء الشباب. هذا؛ والجوار بحذف الياء في الخط؛ لأنّها من ياآت الزوائد، وبإثباتها، وحذفها في اللفظ في كلّ من الوصل، والوقف قراآت سبعية. هذا؛ وكثيرا ما أطلق لفظ الفلك على السفينة مفردا، وجمعا، وانظر سورة (الرحمن) رقم [٢٤].

قال محمد علي الصابوني: لما ذكر الله تعالى بعض الدلائل على وحدانيته في خلق السموات والأرض، وما بث فيها من مخلوقات لا تحصى؛ أتبعه بذكر آية أخرى تدل على وجود الإله القادر الحكيم، وهي السفن الضخمة؛ التي تشبه الجبال تسير بقدرته تعالى فوق سطح البحر، محملة بالأقوات، والأرزاق. وختم السورة الكريمة ببيان إثبات الوحي، وصدق القرآن.

الإعراب: {وَمِنْ آياتِهِ:} متعلقان بمحذوف خبر مقدم. و {الْجَوارِ:} مبتدأ مؤخر مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء الثابتة، أو المحذوفة للتخفيف، وهو نعت لمحذوف، التقدير: السفن الجواري. هذا؛ وأجيز اعتبار الجواري فاعلا بالجار والمجرور؛ أي:

بالاستقرار؛ الذي يتعلقان به، التقدير: ثبت من آياته الجواري. وعلى هذا فالجار والمجرور {فِي الْبَحْرِ} متعلقان بمحذوف حال (من الجواري) وعلى الأول متعلقان بمحذوف حال من الضمير المستتر في الخبر المحذوف. {كَالْأَعْلامِ:} متعلقان بمحذوف حال ثانية، والجملة الاسمية:

{وَمِنْ آياتِهِ..}. إلخ مستأنفة، لا محلّ لها.

<<  <  ج: ص:  >  >>