{وَالَّذِينَ:} الواو: حرف عطف. (الذين): اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.
{كَفَرُوا:} فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها. {بِآياتِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، و (آيات): مضاف، و {رَبِّهِمْ:}
مضاف إليه، والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه.
{لَهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {عَذابٌ:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية في محل رفع خبر «الذين»، والجملة الاسمية:{وَالَّذِينَ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محلّ لها مثلها. {مِنْ رِجْزٍ:} متعلقان ب: {عَذابٌ،} أو بمحذوف صفة له. {أَلِيمٌ:} صفة: {عَذابٌ،} ويقرأ بالجر على أنه صفة: {رِجْزٍ}.
الشرح:{اللهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ:} ذلّله لكم بأن جعله أملس السطح، يطفو عليه ما يتخلخل كالأخشاب، ولا يمنع الغوص فيه على ضخامته، وعظمه. {لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ} أي:
لتسير السفن على سطحه بمشيئة الله، وإرادته، وقدرته. {وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ} أي: ولتطلبوا من فضل الله تعالى بسبب التجارة والغوص في البحر على اللؤلؤ، والمرجان، وصيد الأسماك وغيرها. {وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} أي: ولأجل أن تشكروا الله على ما أنعم به عليكم، وتفضل. قال القرطبي: ذكر الله كمال قدرته، وتمام نعمته على عباده، وبيّن: أنه خلق ما خلق لمنافعهم، وكل ذلك من فعله، وخلقه، وإحسان منه، وإنعام.
هذا؛ والفعل: شكر، يشكر يتعدى بنفسه، وبحرف الجر، تقول: شكرته، وشكرت له، كما تقول: نصحته، ونصحت له، والشكر: صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه فيما خلق لأجله، ومن أسماء الله تعالى: الشكور، ومعناه هو الذي يجازي على يسير الطاعات كثير الدرجات، ويعطي بالعمل في أيام معدودة نعما في الآخرة غير محدودة، والشاكر يستحق المزيد من النعم، والجاحد يستوجب سلب النعم، والعقاب الشديد، قال تعالى في سورة (إبراهيم) على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام رقم [٧]: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ}.
هذا؛ والفلك بضم الفاء، وسكون اللام، يطلق على المفرد، والجمع، والمذكر، والمؤنث، فقد أفرد سبحانه وتعالى في هذه الآية، وذكّر، وقال تعالى في سورة (البقرة)[١٦٤]: {وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النّاسَ} فأنّث، ويحتمل الإفراد، والجمع، وقال جلّ وعلا شأنه في سورة (يونس) رقم [٢٢]: {حَتّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ} فجمع، وكأنه يذهب بها إذا كانت واحدة إلى معنى المركب، فتذكر، وإلى معنى السفينة، فتؤنث، وقد ألغز فيها الشاعر؛ حيث قال:[الطويل]