للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعتبرة فيه هناك. {أُحْكِمَتْ}: ماض مبني للمجهول، والتاء للتأنيث. {آياتُهُ}: نائب فاعله، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية في محل رفع صفة: {كِتابٌ}. {ثُمَّ}: حرف عطف. {فُصِّلَتْ}: ماض مبني للمجهول، والتاء للتأنيث، ونائب الفاعل يعود إلى آياته، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل رفع مثلها. {مِنْ}: حرف جر. {لَدُنْ}: اسم مبني على السكون في محل جر ب‍ {مِنْ،} والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة ثانية ل‍ {كِتابٌ،} أو بمحذوف خبر ثان للمبتدإ المحذوف، أو هما متعلقان بأحد الفعلين السابقين على التنازع. انتهى. جمل. نقلا عن السمين.

-أقول: ويجوز اعتبارهما متعلقين بمحذوف حال من كتاب بعد وصفه بما تقدم، أو بمحذوف حال من نائب فاعل أحد الفعلين السابقين، و {لَدُنْ}: مضاف، و {حَكِيمٍ}: مضاف إليه. {خَبِيرٍ}: بدل من {حَكِيمٍ،} ولا يجوز اعتباره صفة له؛ لأنه اسم من أسماء الله الحسنى.

تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

{أَلاّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (٢)}

الشرح: {أَلاّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللهَ} أي: أحكمت آيات القرآن، وفصلت؛ لتعبدوا الله، ولا تضلوا بعبادة غيره. {إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ} أي: قل يا محمد لقومك: إنني لكم مرسل من الله. {نَذِيرٌ}:

أنذركم وأخوفكم عقاب الله إن ثبتم على الكفر، ولم ترجعوا عنه. {وَبَشِيرٌ}: أبشركم بالثواب الجزيل والخير العميم؛ إن أطعتم الله، وامتثلتم أوامره، واهتديتم بهدي رسوله، وأخذتم بتعاليم كتابه. هذا؛ وانظر العبادة في الآية رقم [١١٣] -من سورة (التوبة).

الإعراب: {أَلاّ}: (أن): حرف مصدري ونصب واستقبال. (لا): نافية. {تَعْبُدُوا}: مضارع منصوب ب‍ (أن)، وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق. {أَلاّ}: حرف حصر. {اللهَ}: منصوب على التعظيم، و (أن) والمضارع في تأويل مصدر في محل جر بحرف جر محذوف، قال الكسائي والفراء: بأن (لا...) إلخ، أي: بعدم، وقال الزجاج: التقدير: لئلا.. إلخ، والجار والمجرور على الاعتبارين متعلقان بأحد الفعلين السابقين على التنازع، هذا؛ وجوز اعتبار (أن) مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف، و (لا) ناهية جازمة للفعل بعدها، والجملة الفعلية في محل رفع خبرها، وتؤول مع اسمها المحذوف وخبرها المذكور بمصدر في محل جر بحرف جر محذوف على نحو ما رأيت آنفا، هذا؛ وجوز اعتبار المصدر المؤول على الوجهين في (أن) أن يكون في محل رفع خبر لمبتدإ محذوف، التقدير: هو أن لا تعبدوا.. إلخ، أو هو مبتدأ خبره محذوف، التقدير: في الكتاب أن لا تعبدوا، كما جوز اعتباره بدلا من آياته، وأقول: جوز اعتبار (أن) مفسرة؛ لأن في

<<  <  ج: ص:  >  >>