{رِباً}. {فِي أَمْوالِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. و {أَمْوالِ} مضاف، و {النّاسِ} مضاف إليه. {فَلا:} الفاء: واقعة في جواب الشرط. (لا): نافية. {لِيَرْبُوَا:} فعل مضارع مرفوع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الواو، والفاعل يعود إلى:{رِباً}. {عِنْدَ:} ظرف مكان متعلق بالفعل قبله، و {عِنْدَ} مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه، والجملة الفعلية:{فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللهِ} في محل جزم جواب الشرط، وخبر المبتدأ الذي هو (ما)، على اعتبارها مبتدأ مختلف فيه، فقيل: هو جملة الشرط. وقيل: هو جملة الجواب. وقيل: هو الجملتان، وهو المرجح لدى المعاصرين.
هذا؛ وإن اعتبرت (ما) موصولة فهي مبتدأ، والجملة الفعلية بعدها صلتها، والعائد محذوف، التقدير: الذي آتيتموه الناس... إلخ، وجملة:{فَلا يَرْبُوا..}. إلخ في محل رفع خبرها، ودخلت الفاء في خبرها؛ لأن الموصول يشبه الشرط في العموم. {وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ} إعرابه مثل سابقه بلا فارق على جميع الوجوه المعتبرة فيه. وجملة:{تُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ} في محل جر صفة (زكاة) ورابط الصفة محذوف؛ إذ التقدير: تريدون بها وجه الله، وإعراب:{فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ} مثل إعراب {وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} في الآية السابقة بلا فارق، والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط على اعتبار (ما) شرطية، وفي محل رفع خبرها على اعتبارها موصولة مبتدأ، والجملة على جميع الاعتبارات فيها معطوفة على ما قبلها. ومفعول {الْمُضْعِفُونَ} محذوف؛ إذ التقدير: المضعفون ثوابهم. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.
الشرح:{اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ:} أنشأكم من العدم. {ثُمَّ رَزَقَكُمْ:} ثم بعد خلقكم تكفل بأرزاقكم إلى أن تموتوا. {ثُمَّ يُمِيتُكُمْ:} بقبض أرواحكم. {ثُمَّ يُحْيِيكُمْ:} بإعادة أرواحكم إلى أجسادكم للبعث، والحساب، والجزاء، وهو سبحانه وتعالى المختص بهذه الأمور الأربعة:
الخلق، والرزق، والإماتة، والإحياء، لا يقدر عليها أحد غيره. {هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ} أي:
أصنامكم التي زعمتم: أنهم شركاء الله. وقد أطلق الله اسم الشركاء على الأصنام المعبودة من دونه لأمرين: أحدهما أن المشركين يشركونها مع الله في العبادة، والتعظيم، والتقديس.
وثانيهما: أنهم يشركونها معهم في الأموال، والأنعام، والزروع، كما رأيت في الآية رقم [١٣٨] من سورة (الأنعام) وما بعدها.
{مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ:} أثبت الله لنفسه لوازم الألوهية، ونفاها قطعا عما اتخذوه شركاء له من الأصنام، وغيرها مؤكدا بالإنكار على ما دل عليه البرهان، والعيان، ووقع عليه الوفاق، ثم نزه نفسه بالالتفات من الخطاب إلى الغيبة عن الأنداد، والأضداد، والصاحبة،