للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن عصفور في الممتع: أما أمّهة، فمنهم من يجعل الهاء زائدة فيه، ومنهم من يجعلها أصلية، فالذي يجعلها زائدة يستدل على ذلك بأنها في معنى الأم، وأورد بيت قصي، إلا أن الفرق بين أمّهة وأم: أن أمّهة تقع في الغالب على من يعقل، وقد تستعمل فيما لا يعقل، وذلك قليل جدا، نحو قول السفاح بن بكير: [السريع]

قوّال معروف وفعّاله... عقّار مثنى أمّهات الرّباع

وأم يقع في الغالب على ما لا يعقل، وقد يقع على العاقل، نحو قول جرير: [الوافر]

لقد ولد الأخيطل أمّ سوء... على باب استها صلب وشام

ومما يدل أيضا على زيادة الهاء في «أمهة» قولهم: أم بينة الأمومة-بغير هاء-ولو كانت أصلية لثبتت في المصدر، والذي يجعلها أصلية يستدلّ على ذلك بما حكاه صاحب العين من قولهم:

تأمّهت أمّا، فتأمّهت: تفعّلت بمنزلة: تنبهت مع أن زيادة الهاء قليلة جدا، فمهما أمكن جعلها أصلية، كان ذلك أولى فيها، والصحيح: أنها زائدة؛ لأن الأمومة حكاها أئمة اللغة، وأما تأمّهت فانفرد بها صاحب العين، وكثيرا ما يأتي في كتاب العين ما لا ينبغي أن يؤخذ به، لكثرة اضطرابه، وخلله. انتهى. بعد هذا؛ والأم تعم من ولدتك، أو ولدت من ولدك، وإن علت: ويقرأ (أمها) بضم الهمزة وفتح الميم، وهي قراءة العامة، ويقرأ بكسر الهمزة وفتح الميم، وبكسرهما معا.

الإعراب: {وَاللهُ:} الواو: حرف استئناف. (الله): مبتدأ. {أَخْرَجَكُمْ:} ماض، والفاعل يعود إلى (الله)، والكاف مفعول به، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. {مِنْ بُطُونِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، و {بُطُونِ:} مضاف، و {أُمَّهاتِكُمْ:} مضاف إليه، والكاف في محل جر بالإضافة. {لا:} نافية. {تَعْلَمُونَ:}

مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله. {شَيْئاً:} مفعول به، والجملة الفعلية في محل نصب حال من الضمير المنصوب، والرابط: الضمير فقط. (جعل): ماض، والفاعل يعود إلى (الله).

{لَكُمُ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {السَّمْعَ:} مفعول به. {وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ:} معطوفان على {السَّمْعَ،} وجملة: {وَجَعَلَ لَكُمُ..}. إلخ معطوفة على جملة: {أَخْرَجَكُمْ..}. إلخ فهي في محل رفع مثلها، وهذا على اعتبار الواو لا تقتضي ترتيبا. وقيل: الجملة مستأنفة، لا محل لها.

{لَعَلَّكُمْ:} حرف مشبه بالفعل، والكاف في محل نصب اسمها، وجملة: {تَشْكُرُونَ:} في محل رفع خبر (لعلّ). والجملة الاسمية: {لَعَلَّكُمْ..}. إلخ تعليل لتلك النعم لا محل لها.

{أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّراتٍ فِي جَوِّ السَّماءِ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٧٩)}

الشرح: {أَلَمْ يَرَوْا:} ألم ينظر الكفار {إِلَى الطَّيْرِ:} نظر تبصر واعتبار. {مُسَخَّراتٍ:}

<<  <  ج: ص:  >  >>