والألف للتفريق. {يَكُونُونَ:} فعل مضارع ناقص مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، الواو اسمه.
{عَلَيْهِ:} جار ومجرور متعلقان ب: {لِبَداً} بعدهما؛ الذي هو خبر {يَكُونُونَ،} أو بمحذوف حال منه على مثال ما سبق، وجملة: {يَكُونُونَ..}. إلخ في محل نصب خبر {كادُوا،} والجملة الفعلية جواب {لَمّا} لا محل له، و {لَمّا} ومدخولها في محل رفع خبر (أنّ)، و (أنّ) واسمها وخبرها في تأويل مصدر معطوف على الوجهين المعتبرين فيه.
{قُلْ إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً (٢٠)}
الشرح: {قُلْ:} خطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم ففيه التفات من الغيبة، وقرئ: (قال) بلفظ الماضي، وعليه فلا التفات. {إِنَّما أَدْعُوا:} أعبد. وقيل: هو بمعنى: أسمي، ولذا قدر الجلال له مفعولا ثانيا؛ لأنه بهذا المعنى ينصب مفعولين، ومنه قول الشاعر: [الطويل]
دعتني أخاها أمّ عمرو ولم أكن... أخاها ولم أرضع لها بلبان
دعتني أخاها بعدما كان بيننا... من الفعل ما لا يفعل الأخوان
{وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً:} قال القرطبي، وغيره: سبب نزول هذه الآية أن كفار قريش قالوا للنبي صلّى الله عليه وسلّم: إنك جئت بأمر عظيم، وقد عاديت الناس كلهم، فارجع عن هذا فنحن نجيرك. فنزلت الآية. وفي الآية التفات من الغيبة إلى الخطاب. انظر الالتفات في سورة (الملك).
الإعراب: {قُلْ:} فعل أمر، وفاعله تقديره: «أنت»، وعلى قراءته، بالماضي، فالفاعل تقديره: «هو» يعود إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم. {إِنَّما:} كافة ومكفوفة. {أَدْعُوا:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الواو، والفاعل مستتر تقديره: «أنا». {رَبِّي:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، وعلى اعتباره بمعنى التسمية فالمفعول الثاني محذوف، تقديره: أدعو ربي إلها، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول. وجملة: {قُلْ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {وَلا:} الواو:
حرف عطف. (لا): نافية. {أُشْرِكُ:} فعل مضارع، والفاعل مستتر تقديره: «أنا». {بِهِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من {أَحَداً} الذي هو مفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مقول القول أيضا.
{قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً (٢١)}
الشرح: {قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ..}. إلخ: أي: قل يا محمد لهؤلاء الكافرين: إني لا أقدر أن أدفع عنكم ضرا، ولا أسوق لكم خيرا، وإنما يملك ذلك القوي القاهر رب العالمين. والرشاد: