للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محسن. والرابط: الواو، والضمير. {فَلَهُ:} الفاء: واقعة في جواب الشرط. (له): متعلقان بمحذوف خبر مقدّم. {أَجْرُهُ:} مبتدأ مؤخر، والهاء في محل جر بالإضافة. {عِنْدَ:} ظرف مكان متعلّق بمحذوف خبر ثان، أي: ثابت، وبعضهم يعلقه بمحذوف حال من المبتدأ. وهو ضعيف يمنعه كثيرون. و {عِنْدَ} مضاف، و {رَبِّهِ} مضاف إليه، والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط، وخبر المبتدأ الذي هو ({مَنْ}) مختلف فيه كما بينته مرارا. هذا؛ وإن اعتبرت {مَنْ} اسما موصولا؛ فهو مبتدأ، وجملة: {أَسْلَمَ وَجْهَهُ} صلته، والجملة الاسمية: {فَلَهُ أَجْرُهُ} في محل رفع خبره، ودخلت الفاء على خبره؛ لأن الموصول يشبه الشّرط في العموم.

{وَلا:} الواو: حرف عطف. ({لا}): نافية مهملة، ولا يجوز إعمالها إعمال «ليس» لأنها تكررت. {خَوْفٌ:} مبتدأ. {عَلَيْهِمْ:} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، ويجوز تعليقهما ب‍ {خَوْفٌ} لأنه مصدر، أو بمحذوف صفة له، وعليهما فالخبر محذوف تقديره: حاصل، أو موجود، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل جزم مثلها. {وَلا:} الواو:

حرف عطف. ({لا}): صلة لتأكيد النفي. {هُمْ:} مبتدأ، وجملة: {يَحْزَنُونَ} في محل رفع خبره، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها. هذا؛ وقرأ جماعة: «ولا خوف» بفتح الفاء على اعتبار ({لا}) عاملة عمل «إنّ» لنفي الجنس، والاختيار عند النحويين الرفع والتنوين على الابتداء؛ لأنّ الثاني معرفة لا يكون فيه إلا الرّفع؛ لأن ({لا}) لا تعمل في معرفة، فاختاروا في الأول الرفع أيضا؛ ليكون الكلام من وجه واحد.

ويجوز أن تكون: ({لا}) في قولك: {وَلا خَوْفٌ} بمعنى «ليس». انتهى. قرطبي. أقول: وقد ذكرت لك: أنها إذا تكرّرت؛ أهملت، أي: لا تعمل عمل «ليس». تأمّل، وتدبّر، وربك أعلم، وأجلّ، وأكرم.

{وَقالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ وَقالَتِ النَّصارى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتابَ كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (١١٣)}

الشرح: {وَقالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ} أي: كفر اليهود بعيسى، وقالوا: ليست النصارى على دين صحيح معتدّ به، فدينهم باطل. {وَقالَتِ النَّصارى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلى شَيْءٍ:}

المعنى واضح من أنّ كل طائفة كفّرت الأخرى، وهذا كان لمّا قدم وفد نجران من النّصارى المدينة، واجتمعوا بالنبي صلّى الله عليه وسلّم أتتهم أحبار اليهود، فتنازعوا عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال رافع بن

<<  <  ج: ص:  >  >>