الجملة المعطوفة، نحو قوله تعالى:{وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللهِ} وقوله: {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ} هذا مذهب سيبويه والجمهور، وخالف جماعة، أولهم الزمخشري، فزعموا: أن الهمزة في الآيات المتقدمة في محلها الأصلي، وأن العطف على جملة مقدرة بينها وبين العاطف، فيقولون: التقدير في: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا..}. إلخ، {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً،}{أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ..}. إلخ: أمكثوا، فلم يسيروا في الأرض؟ أنهملكم فنضرب عنكم... إلخ؟ أتؤمنون في حياته، فإن مات، أو قتل... إلخ؟، ويضعفه ما فيه من التكلف، وأنه غير مطرد في جميع المواضع. انتهى. مغني اللبيب بتصرف.
الإعراب:{أَفَمَنْ} الهمزة: حرف استفهام، وتوبيخ، وتقريع. الفاء: حرف عطف. (من):
اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {يَخْلُقُ:} مضارع، والفاعل يعود إلى (من) والمفعول محذوف للتعميم، والجملة الفعلية صلة (من)، لا محل لها. {كَمَنْ:} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، {لا:} نافية. {يَخْلُقُ:} مثل سابقه، والجملة صلة الموصول، لا محل لها، والجملة الاسمية معطوفة على جملة محذوفة على قول الزمخشري، ومن قال بقوله، والجملة الفعلية مستأنفة مع الجملة المقدرة المعطوفة عليها، ومعطوفة على ما قبلها على قول سيبويه وموافقيه. {أَفَلا} الهمزة: حرف استفهام، وتوبيخ، وتقريع. الفاء: مثل سابقتها. (لا):
نافية. {تَذَكَّرُونَ:} مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، وقل في الجملة الفعلية مثل الجملة الاسمية، والكلام على الاعتبارين في الفاء مستأنف لا محل له.
الشرح:{وَإِنْ تَعُدُّوا..}. إلخ: انظر شرح هذه النعم في الآية رقم [٣٤] من سورة (إبراهيم) عليه الصلاة والسّلام. {إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ:} حيث يتجاوز عن تقصيركم في القيام بشكر هذه النعم، كما يجب عليكم، و (غفور) صيغة مبالغة. {رَحِيمٌ} أي: بكم حيث منحكم هذه النعم، ولم يقطعها عنكم بسبب التقصير في الطاعة، وبسبب اجتراحكم المعاصي، ولم يعاجلكم بالتوبة على جحودها، وكفرانها.
فائدة:«النّعمة» بكسر النون: واحدة النّعم، و «النّعمة» بفتح النون: التّنعّم، والترفه، ولذا قيل: كم ذي نعمة لا نعمة له؛ أي: كم ذي مال لا تنعم له.
الإعراب:{وَإِنْ تَعُدُّوا..}. إلخ: انظر الإعراب وافيا كافيا في الآية رقم [٣٤] من سورة (إبراهيم) على نبينا وعليه ألف صلاة، وألف سلام. {إِنْ:} حرف مشبه بالفعل. {اللهِ:}
اسمها. {لَغَفُورٌ:} خبرها، واللام هي المزحلقة. {رَحِيمٌ:} خبر ثان، والجملة الاسمية مستأنفة أيضا، لا محل لها.