للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{بِأَيْدِيكُمْ}: متعلقان بالفعل قبلهما، وعلامة الجر كسرة مقدرة على الياء للثقل، والكاف في محل جر بالإضافة. {وَيُخْزِهِمْ}: معطوف على جواب الطلب مجزوم مثله، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، وهو الياء، والكسرة قبلها دليل عليها، والفاعل يعود إلى {اللهُ،} والهاء مفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها لا محل لها مثلها، وأيضا جملة:

{وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ..}. إلخ معطوفتان عليها لا محل لهما مثلها، والإعراب ظاهر إن شاء الله تعالى.

{وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (١٥)}

الشرح: {وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ} أي: قلوب بني خزاعة بما نالوه من بني بكر بمساعدة قريش. {وَيَتُوبُ اللهُ عَلى مَنْ يَشاءُ} أي: يهدي الله من يشاء إلى الإسلام فيوفقه للتوبة من الشرك، كما فعل بأبي سفيان، وعكرمة بن أبي جهل، وسهيل بن عمرو، وصفوان بن أمية، فهؤلاء كانوا من أئمة الكفر، فأسلموا يوم فتح مكة. {عَلِيمٌ}: بما كان وما سيكون، ويعلم من سبقت له العناية الأزلية بالسعادة الأبدية، فيوفقه لعملها. {حَكِيمٌ}: لا يفعل إلا ما فيه حكمة، أو على وفقها. {يَشاءُ}: انظر الآية رقم [٨٩] من سورة (الأعراف).

الإعراب: {وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ} هذه الجملة معطوفة على جملة جواب الطلب لا محل لها مثلها، وهي مثلها في الإعراب. {وَيَتُوبُ}: الواو: حرف استئناف. {وَيَتُوبُ اللهُ}: فعل وفاعل، والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها، هذا؛ وقرئ بنصب يتوب على إضمار (أن) بعد واو المعية؛ وعليه تؤول مع الفعل بمصدر معطوف بواو المعية على مصدر متصيد من الأفعال السابقة، ويكون تقدير الكلام: إن تقاتلوا المشركين؛ يكن لهم تعذيب بأيديكم، وخزي لهم، ونصر لكم عليهم، وشفاء لصدور قوم مؤمنين، وتوبة لمن يشاء الله له الخير والسعادة. {عَلى مَنْ}: متعلقان بالفعل قبلهما، و {مَنْ} تحتمل الموصولة، والموصوفة، فهي مبنية على السكون في محل جر، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد أو الرابط: محذوف؛ إذ التقدير: يشاؤه، والجملة الاسمية: {وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} مستأنفة لا محل لها، والحالية ضعيفة هنا.

{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (١٦)}

الشرح: {حَسِبْتُمْ} ظننتم: خطاب للمؤمنين حين كره بعضهم القتال، وقيل: هو للمنافقين، وانظر (حسب) في الآية رقم [٥٩] من سورة (الأنفال). {أَنْ تُتْرَكُوا} أي: من غير أن تبتلوا وتختبروا بما يظهر به المؤمن والمنافق الظهور الذي يستحق به الثواب والعقاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>