للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرُّسُلُ في محل جر بإضافة {إِذَا} إليها على القول المشهور المرجوح، وهناك متعلق محذوف، تقديره: من النصر على أعدائهم. {أَنَّهُمْ}: حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها. {قَدْ}: حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {كُذِبُوا}: ماض مبني للمجهول مبني على الضم، والواو نائب فاعله، والألف للتفريق، أو هو فعل وفاعل على البناء للمعلوم، والجملة الفعلية في محل رفع خبر أن، وأن واسمها وخبرها في تأويل مصدر في محل نصب سد مسد مفعولي ظنوا، والجملة الفعلية (ظنوا...) إلخ معطوفة على ما قبلها. {جاءَهُمْ}: ماض، والهاء مفعول به:

{نَصْرُنا} فاعل، و (نا): في محل جر بالإضافة، وجملة: {جاءَهُمْ نَصْرُنا}: جواب {إِذَا} لا محل لها، و {إِذَا} ومدخولها كلام مستأنف لا محل له، هذا الإعراب هو المتعارف عليه، ولكن الأخفش يعتبر (حتى) في مثل ذلك جارة ل‍ {إِذَا،} ووافقه الزمخشري والبيضاوي؛ ولذا قدر البيضاوي ما يلي: أي: لا يغررهم تمادي أيامهم، فإن من قبلهم أمهلوا حتى أيس الرسل من النصر عليهم في الدنيا، أو من إيمانهم.

وفي السمين ليس في الكلام شيء يكون {حَتّى} غاية له، فمن ثم اختلف الناس في تقدير شيء يصح جعله مغيّا ب‍ {حَتّى} فقدره الزمخشري: وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا فتراخى نصرهم حتى، وقدره القرطبي: وما أرسلنا من قبلك يا محمد إلا رجالا، ثم لم نعاقب أمتهم بالعذاب حتى إذا

إلخ، وقدره ابن الجوزي: وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا، فدعوا قومهم، فكذبوهم، وطال دعاؤهم وتكذيب قومهم حتى إذا... إلخ. انتهى. جمل. {فَنُجِّيَ}: الفاء: حرف عطف.

(نجي): ماض مبني للمجهول، و {مَنْ}: نائب فاعله، وعلى قراءة «(ننجي)» فهو مضارع مرفوع

إلخ، والفاعل مستتر تقديره: «نحن»، و {مَنْ} مفعول به، وعلى قراءة: «(نجا)» فهو ماض مبني للمعلوم، و {مَنْ} فاعله، و {مَنْ} هي الموصولة، أو هي الموصوفة، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: الذي أو شخص أو شخصا نشاء نجاته، وجملة: (نجي...) إلخ معطوفة على جواب {إِذَا} لا محل لها مثله. {وَلا}: الواو: واو الحال.

{يُرَدُّ}: مضارع مبني للمجهول. {بَأْسُنا}: نائب فاعله، و (نا): في محل جر بالإضافة. {عَنِ الْقَوْمِ}: متعلقان بالفعل قبلهما. {الْمُجْرِمِينَ}: صفة القوم مجرور... إلخ، والجملة الفعلية: {وَلا يُرَدُّ..}. إلخ في محل نصب حال من نا، والرابط: الواو، والضمير، أو هي مستأنفة لا محل لها.

{لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ ما كانَ حَدِيثاً يُفْتَرى وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (١١١)}

الشرح: {لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ} أي: في خبر الأنبياء والرسل وأممهم، أو في خبر يوسف وإخوته، وانظر شرح {نَقُصُّهُ} في الآية رقم [١٠٠] من سورة (هود) عليه السّلام. {عِبْرَةٌ}:

<<  <  ج: ص:  >  >>