للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {إِنّا:} حرف مشبه بالفعل، و (نا): اسمها، حذفت نونها، وبقيت ألفها دليلا عليها. {مُنْزِلُونَ:} خبر (إنّ) مرفوع، وعلامة رفعه الواو... إلخ، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. {عَلى أَهْلِ:} جار ومجرور متعلقان ب‍: {مُنْزِلُونَ؛} لأنه جمع اسم فاعل، لذا فيه ضمير مستتر هو فاعله، و: {أَهْلِ} مضاف، و {هذِهِ:} مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر، والهاء حرف تنبيه لا محل له. {الْقَرْيَةِ:} بدل من اسم الإشارة، أو عطف بيان عليه. {رِجْزاً:} مفعول به ل‍: {مُنْزِلُونَ}. {مِنَ السَّماءِ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة: {رِجْزاً}. {بِما:} الباء: حرف جر، (ما): مصدرية. {كانُوا:} فعل ماض ناقص مبني على الضم، والواو اسمه، والألف للتفريق. {يَفْسُقُونَ:} فعل مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب خبر (كان)، و (ما) المصدرية، والفعل بعدها في تأويل مصدر في محل جر بالباء، التقدير: بفسقهم، والجار والمجرور متعلقان ب‍: {مُنْزِلُونَ}. هذا؛ واعتبار (ما) موصولة، أو موصوفة ضعيف معنى، والجملة الاسمية: {إِنّا مُنْزِلُونَ..}. إلخ تعليل آخر للنهي المذكور في الآية السابقة.

{وَلَقَدْ تَرَكْنا مِنْها آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٣٥)}

الشرح: {وَلَقَدْ تَرَكْنا مِنْها آيَةً بَيِّنَةً:} قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: الآية البينة: آثار منازلهم الخربة، وقيل: هي الحجارة التي أهلكوا بها، أبقاها الله عز وجل حتى أدركتها أوائل هذه الأمة. وقيل: هي ظهور الماء الأسود على وجه الأرض، والضمير يعود إلى قرى قوم لوط، والآية: الدلالة، والعبرة. {لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ:} يفهمون، فيستعملون عقولهم في الاستبصار، والاعتبار.

هذا؛ والعقل: نور روحاني به تدرك النفس ما لا تدركه بالحواس الظاهرة، وسمي العقل عقلا؛ لأنه يعقل صاحبه؛ أي: يمنع صاحبه من فعل الرذائل، والقبائح؛ لذا فإن كل شخص لا يسير على الجادة المستقيمة لا يكون عاقلا بالمعنى الصحيح، فقد ورد: أن رجلا معتوها مر على مجلس النبي صلّى الله عليه وسلّم، فقال الصحابة الكرام-رضوان الله عليهم-: (هذا رجل مجنون) فقال سيد الخلق، وحبيب الحق، الناطق بالصدق: «هذا مصاب، إنّما المجنون من أصرّ على معصية الله تعالى». هذا؛ والعقل أيضا: الدية، سميت بذلك؛ لأن الإبل المؤداة دية تعقل بباب ولي القتيل.

والعقال بكسر العين: الحبل الذي تشد به ركبة الجمل عند بروكه؛ ليمنعه من القيام، والمشي، والعقال أيضا: صدقة عام، قال شاعر يهجو عاملا على الصدقات، في عهد بني أمية: [البسيط] سعى عقالا فلم يترك لنا سبدا... فكيف لو سعى عمرو عقالين؟!

لأصبح النّاس أوبادا ولم يجدوا... عند التّفرّق في الهيجا جمالين

<<  <  ج: ص:  >  >>