للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المضاف إليه، ولا يجوز اعتبار الهاء ضميرا في محل جر بالإضافة؛ لأنه حينئذ يجب نصب المنادى. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع بدلا من لفظ (أيها). {آمَنُوا:}

فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق، والمتعلق محذوف، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها. {لا تُلْهِكُمْ:} فعل مضارع مجزوم ب‍: {لا} الناهية، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، وهو الياء، والكسرة قبلها دليل عليها. {أَمْوالُكُمْ:} فاعله. {وَلا:}

(الواو): حرف عطف. (لا): نافية، ويقال: زائدة لتأكيد النفي. {أَوْلادُكُمْ:} معطوف على ما قبله، والكاف في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية: {لا تُلْهِكُمْ..}. إلخ لا محل لها كالجملة الندائية قبلها؛ لأنها ابتدائية مثلها. {عَنْ ذِكْرِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، و (ذكر) مضاف، و (الله): مضاف إليه من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله محذوف.

{وَمَنْ:} (الواو): حرف استئناف. (من): اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {يَفْعَلْ:} فعل مضارع فعل الشرط مجزوم، والفاعل يعود إلى (من) تقديره: «هو».

{ذلِكَ:} اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول به، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له. {فَأُولئِكَ:} (الفاء): واقعة في جواب الشرط. (أولئك): اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ، والكاف حرف خطاب لا محل له. {هُمُ:} ضمير فصل لا محل له. {الْخاسِرُونَ:} خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الواو... إلخ. هذا؛ وإن اعتبرت الضمير مبتدأ ثانيا، و {الْخاسِرُونَ} خبره؛ فالجملة الاسمية تكون في محل رفع خبر (أولئك)، والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول: لا محل لها؛ لأنها لم تحل محل المفرد، وخبر المبتدأ الذي هو (من) مختلف فيه، فقيل: هو جملة الشرط.

وقيل: هو جملة الجواب. وقيل: هو الجملتان، وهو المرجح لدى المعاصرين. والجملة الاسمية (من يفعل...) إلخ مستأنفة، لا محل لها، وهي في المعنى معترضة بين الجمل المتعاطفة.

{وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصّالِحِينَ (١٠)}

الشرح: {وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ} أي: وأنفقوا في مرضاة الله بعض ما أعطيناكم، وتفضلنا عليكم به من الأموال، و (من) تفيد التبعيض، كما هو ظاهر. {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ} أي: دلائل الموت، ومقدماته، وعلاماته، فيسأل الرجعة. وذلك عند التعذر من الإنفاق، وهو فحوى قوله تعالى: {فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ}. روي: أن ابن عباس-رضي الله عنهما-قال: من كان له مال يبلّغه حج بيت ربه، أو تجب عليه فيه زكاة، فلم يفعل؛ سأل

<<  <  ج: ص:  >  >>