للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَالثَّمَراتِ:} ثمرات الزّروع، والأشجار، والخضار بسبب الآفات السّماوية التي تصيبها، وانظر الآية رقم [٢٢] وقيل: المراد بالثّمرات: الأولاد؛ لأنّ الولد ثمرة القلب، وخذ ما يلي:

فعن أبي موسى الأشعري-رضي الله عنه-: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إذا مات ولد العبد؛ قال الله عزّ وجلّ لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم. فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم. فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك، واسترجع. فيقول: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة، وسمّوه بيت الحمد». رواه الترمذيّ، وابن حبّان.

هذا؛ وعن الشّافعي-رضي الله عنه-: الخوف خوف الله، والجوع صوم رمضان، والنّقص من الأموال الصّدقات، والزّكوات، ومن الأنفس الأمراض، ومن الثمرات موت الأولاد.

انتهى. بيضاوي.

أقول: سياق الآيات لا يناسب تفسير الخوف، والنقص بما ذكر. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ:} الواو: حرف قسم وجر، والمقسم به محذوف، التقدير: وعزتي وجلالي، وهو أولى من تقدير: والله. والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره: أقسم.

واللام: واقعة في جواب القسم. (نبلونكم): فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة؛ التي هي حرف لا محل له، والفاعل مستتر تقديره: نحن، والكاف مفعول به، والجملة الفعلية لا محل لها جواب القسم. والقسم وجوابه كلام مستأنف لا محل له. {بِشَيْءٍ:} متعلقان بما قبلهما. {مِنَ الْخَوْفِ:} متعلقان بمحذوف صفة (شيء)، و {وَنَقْصٍ:} معطوف على الخوف.

{مِنَ الْأَمْوالِ:} متعلقان ب‍ (نقص) لأنه مصدر، أو هما متعلقان بمحذوف صفة له، وجوز أن يكونا متعلقين في محل نصب صفة لمفعول محذوف نصب بهذا المصدر المنون، التقدير: ونقص شيئا كائنا من كذا. ذكره أبو البقاء، ولا وجه له، بل هو تعسّف.

{وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ:} معطوفان على الأموال، {وَبَشِّرِ:} الواو: حرف عطف. ({بَشِّرِ}): فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره: أنت. {الصّابِرِينَ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في المفرد، ولا تنس: أنه صفة لموصوف محذوف، وهو يشمل الإناث أيضا، وذكّر على التغليب، والجملة الفعلية: {وَبَشِّرِ..}.

إلخ معطوفة على الجملة القسمية السابقة، عطف المضمون على المضمون، أي: الابتلاء حاصل لكم، وكذا البشارة، لكن لمن صبر. قاله الشيخ سعد الدين التفتازاني.

{الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنّا لِلّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ (١٥٦)}

الشرح: {الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ:} المصيبة: هي كل ما يصيب المؤمن من مكروه؛ لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «نعم كلّ ما آذى المؤمن فهو مصيبة». وهذه الجملة قالها الرّسول صلّى الله عليه وسلّم حين طفئ

<<  <  ج: ص:  >  >>