للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معطوفة على ما قبلها على جميع الاعتبارات فيها، و (ما): تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية صلتها، أو صفتها، والعائد أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: تكسبونه، وعلى الثالث تؤول مع الفعل بمصدر في محل نصب مفعول به، التقدير: يعلم كسبكم.

{وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلاّ كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ (٤)}

الشرح: {تَأْتِيهِمْ:} «أتى» يستعمل لازما، إن كان بمعنى: حضر، وأقبل، ومتعديا إن كان بمعنى: وصل، وبلغ، فمن الأول قوله تعالى: {أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ}. ومن الثاني ما في الآية الكريمة، ومثلها كثير. {آيَةٍ:} تطلق على معان كثيرة، منها الدلالة، ومنه قوله تعالى: {لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ} وتطلق على المعجزة، مثل انشقاق القمر ونحوه، وتطلق على الموعظة، كما في قوله تعالى {إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} كما تطلق على جملتين أو أكثر من كلام الله تعالى، والكل هنا محتمل. {رَبِّهِمْ:} انظر سورة (الفاتحة). {مُعْرِضِينَ:} مهملين للنظر في تلك الآيات لا يلتفتون إليها لقلة خوفهم من الله، ولقلة فهمهم وإدراكهم. والمراد بالضمائر المتصلة أهل مكة.

الإعراب: {وَما:} الواو: حرف استئناف. (ما): نافية. {تَأْتِيهِمْ:} مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والهاء: في محل نصب مفعول به. {مِنْ:} حرف جر صلة. {آيَةٍ:} فاعل مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. {مِنْ آياتِ:} متعلقان بمحذوف صفة: {آيَةٍ،} و {آياتِ:}

مضاف، و {رَبِّهِمْ:} مضاف إليه، والهاء: في محل جر بالإضافة. {إِلاّ:} حرف حصر لا محل له. {كانُوا:} ماض ناقص مبني على الضم، والواو اسمه، وانظر إعراب آمنوا في الآية رقم [١] المائدة والألف للتفريق. {عَنْها:} متعلقان بما بعدها. {مُعْرِضِينَ:} خبر: {كانُوا} منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، وجملة: {كانُوا..}. إلخ في محل نصب حال مستثنى من عموم الأحوال. وصاحب الحال هو الضمير المنصوب محلاّ، وقيل {مِنْ آيَةٍ،} وساغ ذلك لتخصصها بالوصف، وعلى الاعتبارين فالرابط الضمير فقط.

{فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمّا جاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْباءُ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٥)}

الشرح: {كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمّا جاءَهُمْ:} كذب كفار قريش بالحق، وهو القرآن المنزل من عند الله لما جاءهم به محمد صلّى الله عليه وسلّم، وهو أعظم آية، وقد تحداهم الله به فعجزوا عن معارضته، وإذا كانوا قد كذبوا به؛ فلم لا يكذبون غيره من آيات؟! وانظر شرح: {بِالْحَقِّ} في الآية رقم [٥/ ٢٧]،

<<  <  ج: ص:  >  >>