للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَالْبَغْيَ:} معطوفان على {الْفَواحِشَ}. {بِغَيْرِ:} متعلقان ب‍: (البغي) لأنه مصدر. وقيل: متعلقان بمحذوف حال من الضمير المستتر فيه، و (غير) مضاف، و {الْحَقِّ:} مضاف إليه. (أن): حرف مصدري ونصب. {تُشْرِكُوا:} مضارع منصوب ب‍ (أن)، وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق، و (أن) والمضارع في تأويل مصدر في محل نصب معطوف على: {الْفَواحِشَ} أي: وحرم الإشراك، أو الشرك. {بِاللهِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {ما:} تحتمل الموصولة، والموصوفة. فهي مبنية على السكون في محل نصب مفعول به. {لَمْ:} حرف نفي وقلب وجزم. {يُنَزِّلْ:} مضارع مجزوم ب‍: {لَمْ}. {بِهِ:} جار ومجرور متعلقان به. {سُلْطاناً:} مفعول به، والجملة الفعلية: {لَمْ يُنَزِّلْ..}. إلخ صلة: {ما،} أو صفتها، والعائد، أو الرابط الضمير المجرور بالباء في: {بِهِ}. {وَأَنْ تَقُولُوا:} هو مثل: {وَأَنْ تُشْرِكُوا} وهو معطوف عليه بعد سبكه بمصدر. {عَلَى اللهِ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {ما لا تَعْلَمُونَ:}

انظر إعراب هذا في الآية رقم [٢٨] وقد حذف المفعول، كما في الآية السابقة.

{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (٣٤)}

الشرح: {أُمَّةٍ:} جماعة، وتكون واحدا؛ إذا كان يقتدى به. قال تعالى: {إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلّهِ}. وقد يطلق لفظ الأمة على غير هذا المعنى، ومنه قوله تعالى حكاية عن قول المشركين: {إِنّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ} أي: على طريق، وملة، ودين، وكل جنس من الحيوان أمة. انظر الآية رقم [٦/ ٣٨]. والأمّة: الحين، والوقت، قال تعالى: {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} أي: بعد وقت، وحين. وقال جل ذكره: {وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ} أي: إلى مدة.

{أَجَلٌ:} الأجل: الوقت المؤقت لانقضاء وقت المهلة، والمراد به هنا: أجل الموت. وقيل:

أجل العذاب، والانتقام. وانظر الآية رقم [٦/ ٢] فإنك تجد ما يسرك. {جاءَ أَجَلُهُمْ} يعني: إذا حل وقت عذابهم، وهلاكهم. وانظر: {جاءَ} في الآية رقم [٣]. {لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ} يعني: فلا يؤخرون، ولا يمهلون قدر ساعة، ولا أقل من ساعة. فالسين بالفعلين زائدة، كما تبين لك من الشرح. وإنما ذكرت الساعة؛ لأنها أقل أسماء الأوقات في العرف.

وهذا حين سألوا نزول العذاب، فأخبرهم الله تعالى: أن لهم وقتا، فإذا جاء ذلك الوقت، وهو وقت إهلاكهم؛ فلا يؤخرون عنه، ولا يقدمون. هذا؛ ويمكن أن يراد به أجل الموت لكل إنسان. هذا؛ وكثيرا ما يطلق اسم الساعة على القيامة، وإطلاقها على القيامة؛ لأنها تفجأ الناس بغتة في ساعة لا يعلمها إلا الله تبارك وتعالى. وقيل: سميت القيامة ساعة لسرعة الحساب فيها؛ لأن حساب الخلائق يوم القيامة يكون في ساعة، أو أقل من ذلك. وانظر ما ذكرته في الآية رقم [١٨٧] الآتية.

<<  <  ج: ص:  >  >>