للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٣٦)}

الشرح: {قُلْ} أي: قل يا محمد لهؤلاء المتفاخرين بكثرة أموالهم، وأولادهم. {إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ:} يغني، ويوسع الرزق، ويعطي المال. {لِمَنْ يَشاءُ:} التوسيع عليه.

{وَيَقْدِرُ:} يضيق الرزق، ويقلله على من يشاء من عباده، وله الحكمة التامة البالغة، والحجة القاطعة الدامغة، ولذا قال جل شأنه في الآية رقم [٣٠] من سورة (الإسراء): {إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً} أي: ذو خبرة بعباده، وبمن يصلحه التوسيع في الرزق، ومن يفسده ذلك، وبمن يصلحه الضيق، والإقتار في الرزق، ومن يهلكه ذلك، وهو ذو بصر، ومعرفة بتدبير عباده، وسياستهم، فمن العباد من لا يصلح له إلا الغنى، ولو أفقره الله؛ لفسد، ومنهم من لا يصلح له إلا الفقر، ولو أغناه؛ لفسد. هذا؛ وبين: {يَبْسُطُ} و (يقدر) مقابلة، ومطابقة وهي من المحسنات البديعية. {وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ:} انظر الآية رقم [٦] من سورة (الروم)، ففيها بحث قيم.

الإعراب: {قُلْ:} فعل أمر، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره: «أنت». {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {رَبِّي:} اسم: {إِنَّ} منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {يَبْسُطُ:} فعل مضارع، والفاعل يعود إلى {رَبِّي} تقديره: «هو»، والجملة الفعلية في محل رفع خبر: {إِنَّ}. {الرِّزْقَ:} مفعول به.

{لِمَنْ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل: {يَبْسُطُ،} و (من) تحتمل الموصولة، والموصوفة، فهي مبنية على السكون في محل جر باللام، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط: محذوف؛ إذ التقدير: يبسط الرزق للذي، أو: لشخص يشاؤه. {وَيَقْدِرُ:} الواو:

حرف عطف. (يقدر): فعل مضارع، والفاعل يعود إلى {رَبِّي} ومتعلقه محذوف، تقديره: له.

والجملة الفعلية معطوفة على جملة: {يَبْسُطُ الرِّزْقَ..}. إلخ، فهي في محل رفع مثلها.

{وَلكِنَّ:} الواو: حرف عطف. (لكنّ): حرف مشبه بالفعل. {أَكْثَرَ:} اسم: (لكن)، و {أَكْثَرَ:} مضاف، و {النّاسِ} مضاف إليه. {لا:} نافية. {يَعْلَمُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، ومفعوله محذوف للتعميم، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (لكنّ)، والجملة الاسمية معطوفة على جملة {إِنَّ رَبِّي..}. إلخ فهي في محل نصب مقول القول مثلها. وقيل: في محل نصب حال. ولا وجه له، فهو ضعيف.

وجملة: {قُلْ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

<<  <  ج: ص:  >  >>