للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{مَلائِكَةً:} مفعول به، والجملة الفعلية جواب {لَوْ} لا محل لها، و {لَوْ} ومدخولها في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالُوا..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{فَإِنّا:} الفاء: حرف عطف، وتعقيب. وقيل: هي الفصيحة. وليس بشيء. (إنا): حرف مشبه بالفعل، و (نا): اسمها، حذفت نونها، وبقيت الألف دليلا عليها. {بِما:} جار ومجرور متعلقان ب‍: {كافِرُونَ} بعدهما، و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة فهي مبنية على السكون في محل جر بالباء. {أُرْسِلْتُمْ:} فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون، والتاء نائب فاعله.

{بِهِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الفعلية صلة (ما) أو صفتها، والعائد، أو الرابط الضمير المجرور محلا بالباء. {كافِرُونَ:} خبر (إنّ) مرفوع... إلخ، والجملة الاسمية معطوفة، ومفرعة عما قبلها، فهي في محل نصب مقول القول مثلها.

{فَأَمّا عادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ (١٥)}

الشرح: {فَأَمّا عادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} أي: فتعظموا فيها على أهلها، أو استعلوا فيها، واستولوا على أهلها بغير استحقاق للاستعلاء، والاستيلاء. هذا؛ وجمع الضمير باعتبار أفراد القبيلة. {وَقالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنّا قُوَّةً:} اغتروا بقوة أجسامهم، وشوكتهم، وذلك: أنهم كانوا ذوي أجسام طوال: وخلق عظيم. فعن ابن عباس-رضي الله عنهما-: أن أطولهم كان مئة ذراع، وأقصرهم كان ستين ذراعا، وبلغ من قوتهم: أن الرجل منهم كان ينزع الصخرة، فيقلعها بيده. وانظر ما ذكرته في سورة (الأعراف) وغيرها. {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً:} قدرة؛ فإنه قادر بالذات، مقتدر على ما لا يتناهى، قوي على ما لا يقدر عليه غيره، وإنما يقدر العبد بإقدار الله، فالله إذا أقدر. {وَكانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ} أي: وكانوا يجحدون آيات القرآن، أو يجحدون المعجزات الباهرة، والحجج الساطعة. قال الرازي: إنهم كانوا يعرفون:

أنها حق، ولكنهم جحدوها، كما يجحد المودع الوديعة. هذا؛ والجحد: الإنكار والتكذيب، والكفر، وهو أيضا قلة الخير، وجحده حقه، وجحده بحقه، وبابه: قطع.

الإعراب: {فَأَمّا:} الفاء: حرف استئناف، وتفريع. (أما): أداة شرط، وتفصيل، وتوكيد.

أما كونها أداة شرط؛ فلأنها قائمة مقام الشرط، وفعله، بدليل لزوم الفاء بعدها؛ إذ الأصل:

مهما يك من شيء؛ فعاد... إلخ، فأنيبت (أما) مناب (مهما يك من شيء) فصار فأما عاد فاستكبروا. وأما كونها أداة تفصيل؛ فلأنها في الغالب مسبوقة بكلام مجمل، وهي تفصله، ويعلم ذلك من تتبع مواقعها. وأما كونها أداة توكيد؛ فلأنها تحقق الجواب، وتفيد: أنه واقع لا محالة؛ لأنها علقته على أمر متيقن.

<<  <  ج: ص:  >  >>