للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، وجملة: {مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ} لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي، وجواب الشرط محذوف، تقديره: لم يغن عنهم تمتعهم، والجملة الشرطية معترضة بين الفعل: (رأيت) ومفعوليه، وأيضا بين الفعلين المتعاطفين.

{ثُمَّ:} حرف عطف. {جاءَهُمْ:} فعل ماض، والهاء مفعول به. {ما:} اسم موصول تنازعه (رأيت) يطلبه مفعولا أول، و {جاءَهُمْ} يطلبه فاعلا، فإذا أعملنا الأول أضمرنا في الثاني ضميرا يعود عليه، التقدير: ثم جاءهم هو، أي الذي كانوا يوعدونه، وإذا أعملت الثاني، وهو جاءهم أعملت الأول في ضميره، ولكنه حذف؛ لأنه فضلة، وهو المفعول الأول له. {كانُوا:}

فعل ماض ناقص مبني على الضم، والواو اسمه، والألف للتفريق. {يُوعَدُونَ:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو نائب فاعله، وهو المفعول الأول، والمفعول الثاني محذوف، والجملة الفعلية في محل نصب خبر (كان)، وجملة: {كانُوا يُوعَدُونَ} صلة {ما} أو صفتها؛ إن اعتبرتها نكرة موصوفة، والعائد، أو الرابط محذوف، وهو المفعول الثاني.

{ما:} اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، وقيل: في محل نصب مفعول به مقدم للفعل بعده. {أَغْنى:} فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر. {عَنْهُمْ:}

جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {ما:} تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل رفع فاعل: {أَغْنى،} والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: ما أغنى عنهم الذي، أو شيء كانوا يمتعون به، وعلى اعتبار {ما} مصدرية، تؤول مع الفعل بعدها بمصدر في محل رفع فاعل: {أَغْنى،} التقدير: ما أغنى عنهم تمتعهم، أو كونهم متمتعين، وجملة: {أَغْنى..}. إلخ في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {ما أَغْنى..}. إلخ في محل نصب مفعول به ثان، للفعل: (أرأيت) وجملة: {أَفَرَأَيْتَ..}. إلخ معطوفة على: {فَيَقُولُوا..}. إلخ وما بينهما اعتراض. انتهى. جمل.

هذا؛ وأجيز اعتبار (ما) الثانية حرف نفي، كما أجيز اعتبار الأولى حرف نفي، والثانية اسما موصولا والمعتمد ما ذكرته أولا. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

{وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاّ لَها مُنْذِرُونَ (٢٠٨) ذِكْرى وَما كُنّا ظالِمِينَ (٢٠٩)}

الشرح: {وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ} أي: بنوع من أنواع العذاب المتقدمة. {إِلاّ لَها مُنْذِرُونَ} أي: رسل ينذرونهم، أي: ينذرون أهل القرية؛ لئلا يكون لهم حجة يوم القيامة. {ذِكْرى} أي:

ليكون إهلاكهم تذكرة وعبرة لغيرهم، فلا يعصوا مثل عصيانهم. {وَما كُنّا ظالِمِينَ} أي: فنهلك

<<  <  ج: ص:  >  >>