الفتيات عاريات، مائلات، مميلات في الشوارع، والنوادي، وعلى شواطئ الأنهار، والبحار، يا عجبا! يمنعهن نبي الإسلام من الذهاب إلى المساجد لعبادة الله، والأزواج، والآباء، والإخوة، لا يمنعونهن من هذا التبرج، ويل لكم يا أولياء النساء! إذا قدرتم على منعهن، ولم تمنعوهن، فإنه تنزل عليكم اللعنات، وتشملكم السخطات، ويلحقكم غضب الله، وانتقامه في يوم لا تملك فيه نفس لنفس نفعا، ولا دفعا.
الإعراب:{رِجالٌ:} فاعل {يُسَبِّحُ} أو هو مبتدأ مؤخر، خبره {فِي بُيُوتٍ} انظر الآية السابقة.
{لا:} نافية. {تُلْهِيهِمْ:} مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والهاء مفعول به. {تِجارَةٌ:} فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع صفة {رِجالٌ}. {وَلا:} الواو: حرف عطف. (لا): زائدة لتأكيد النفي. {بَيْعٌ:} معطوف على {تِجارَةٌ}. {عَنْ ذِكْرِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، و {ذِكْرِ} مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه، من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله محذوف.
{وَإِقامِ:} معطوف على ذكر، وهو مضاف، و {الصَّلاةِ} مضاف إليه، من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله محذوف. {وَإِيتاءِ:} معطوف على ذكر أيضا، وهو مضاف، و {الزَّكاةِ} مضاف إليه، من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله محذوف. {يَخافُونَ:} مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله. {يَوْماً:} مفعول به، والجملة الفعلية في محل نصب حال من الضمير المنصوب وهو الهاء، والرابط: الضمير فقط، وهو واو الجماعة، وأجيز اعتبارها صفة ثانية ل:{رِجالٌ}. {تَتَقَلَّبُ:} مضارع. {فِيهِ} متعلقان به. {الْقُلُوبُ:} فاعله. {وَالْأَبْصارُ:}
معطوف على ما قبله، والجملة الفعلية في محل نصب صفة يوما.
الشرح: المعنى: إن الرجال الذين اشتغلوا بذكر الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وتأدبوا بآداب المساجد إنما فعلوا ذلك ليجزيهم، أي: ليثيبهم أعظم من عملهم في الدنيا فرضا، كان أو نفلا، كيف لا؟! والله الحليم الكريم يجزي المؤمن على عمله الصالح في الدنيا الحسنة بعشر أمثالها، كما قال تعالى:{مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها} الأنعام [١٦٠] وهذا أقل ما وعد به سبحانه من الأضعاف، وقد جاء الوعد بسبعين، وبسبعمئة وبغير حساب، كما في هذه الآية:
{وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ:} أشياء كثيرة لم يعدهم إياها على أعمالهم، ولم تخطر ببالهم.
وفي أبي السعود: أي: يتفضل عليهم بأشياء لم توعد لهم بخصوصياتها، أو بمقاديرها، ولم يخطر ببالهم كيفياتها، ولا كمياتها، بل إنما وعدت بطريق الإجمال في مثل قوله تعالى:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ} الآية رقم [٢٦] من سورة (يونس) على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف