بذلك، ولا يخلف الله وعده. وانظر شرح {السّاعَةَ} في الآية رقم [٤٩] من سورة (الأنبياء)، وعلاماتها في الآية رقم [٩٦] منها.
الإعراب:{وَأَنَّ السّاعَةَ آتِيَةٌ:}(أنّ) واسمها، وخبرها في تأويل مصدر، وهذا المصدر معطوف على ما قبله من حيث اللفظ، وليس عطفا في المعنى، بل لا بد من تقدير فعل يتضمنه؛ أي: وليعلموا: أن الساعة آتية، والجار والمجرور الناتجان من:«ليعلموا» معطوفان على قوله:
{بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ} وعلى هذا فالمصدر المؤول من: (أن الساعة آتية) في محل نصب سد مسد مفعول الفعل المقدر. وقيل: المصدر المؤول خبر مبتدأ محذوف. والأول أقوى. {لا:} نافية للجنس تعمل عمل «إنّ». {رَيْبَ:} اسم {لا} مبني على الفتح في محل نصب. {فِيها:}
متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر {لا،} والجملة الاسمية: {لا رَيْبَ فِيها} في محل رفع خبر ثان؛ ل:(أنّ)، أو هي في محل نصب حال من الضمير المستتر في {آتِيَةٌ،} وفيها معنى التوكيد. {وَأَنَّ:} الواو: حرف عطف. (أن): حرف مشبه بالفعل. {اللهَ:} اسمها.
{يَبْعَثُ:} مضارع، والفاعل يعود إلى {اللهَ}. {مَنْ:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. {فِي الْقُبُورِ:} متعلقان بمحذوف صلة الموصول، وجملة:{يَبْعَثُ..}.
إلخ في محل رفع خبر (أنّ)، و (أنّ) واسمها، وخبرها في تأويل مصدر معطوف على ما قبله على جميع الوجوه المعتبرة فيه.
الشرح:{وَمِنَ النّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ:} هذا الكلام تقدم بحروفه في الآية رقم [٣] وليس مكررا بمعناه، وإن تكرر لفظه؛ لأن الآية الأولى واردة في المقلّدين-بكسر اللام- لتقليدهم، واتباعهم للشيطان، وهذه واردة في المقلّدين-بفتح اللام-قال الزمخشري: وهو أوفق وأظهر في المقام. {وَلا هُدىً} أي: لا سند له في جداله، وليس معه بيان من الله، وليس هو على بينة من أمره. {وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ} أي: وليس معه كتاب منزل من الله ينير له طريقه، بل هو يخبط خبط عشواء في ليلة ظلماء.
تنبيه: قيل: نزلت الآية في أبي جهل الخبيث، والمعتمد: أنها نزلت في النضر بن الحارث كما في الآية رقم [٣] وخصوص السبب لا يمنع التعميم، ففي كل زمان وفي كل مكان يوجد مجادلون في الله بغير علم، ولا هدى، ولا كتاب منير، وما أكثرهم في هذا الزمن، الذي كثر فيه الملحدون، والمجرمون، ومن هذا الصنف من يدعي: أن الإيمان في القلب، وليس في الصوم، والصلاة، ومنهم من يدعي: أنه لا يكذب، ولا يؤذي الناس، وهذا هو الدين عنده، ويهمل ما أوجب الله من فرائض، وواجبات دينية زادهم الله خزيا، وندامة يوم القيامة.