إنّما المجنون من أصر على معصية الله تعالى». هذا؛ والعقل أيضا: الدية. سميت بذلك؛ لأن الإبل المؤداة دية تعقل بباب ولي القتيل، والعقال بكسر العين الحبل الذي تشد به ركبة الجمل عند بروكه على الأرض ليمنعه من القيام، والمشي، والعقال أيضا صدقة عام. قال شاعر يهجو عاملا على الصدقات في عهد بني أمية:[البسيط] سعى عقالا، فلم يترك لنا سبدا... فكيف لو قد سعى عمرو عقالين؟
لأصبح الناس أوبادا ولم يجدوا... عند التّفرّق في الهيجا جمالين
هذا؛ والعقال زكاة المال في سنة واحدة، والسبد: المال القليل، واللبد: المال الكثير، وأوبادا: هلكى، جمع: وبد. فهو يقول: صار عمرو عاملا على الصدقات سنة واحدة، فظلم، وأخذ أموال الناس بغير حق؛ حتى لم يبق لنا إلا شيء قليل من المال، فكيف حالنا، أو كيف يبقى لأحد شيء لو صار عمرو عاملا في زكاة عامين؟! ثم أقسم، وقال: والله لو صار عاملا عامين لصارت القبيلة هلكى، فلا يكون لها عند التفرق في الحرب جمالان! فيختل أمر الغزوات.
الإعراب:{اِعْلَمُوا:} فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، وانظر إعراب (أقيموا) في الاية رقم [٩] من سورة (الرحمن). {أَنَّ:} حرف مشبه بالفعل.
{اللهَ:} اسمها. {يُحْيِ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل يعود إلى {اللهَ،} والجملة الفعلية في محل رفع خبر {أَنَّ،}{الْأَرْضَ:} مفعول به.
{بَعْدَ:} ظرف زمان متعلق بالفعل قبله، وهو مضاف، و {مَوْتِها} مضاف إليه، و (ها): في محل جر بالإضافة. و {أَنَّ} واسمها، وخبرها في تأويل مصدر في محل نصب سد مسد مفعولي {اِعْلَمُوا،} والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها مبتدأة، أو مستأنفة. {قَدْ:} حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {بَيَّنّا:} فعل، وفاعل، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها، واعتبارها في محل نصب حال من واو الجماعة فيه ضعف. {لَكُمُ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما.
{الْآياتِ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم.
{لَعَلَّكُمْ:} حرف مشبه بالفعل، والكاف اسمها، وجملة:{تَعْقِلُونَ} في محل رفع خبر (لعلّ)، والجملة الاسمية تعليل لتبيين الايات، لا محل لها.