أي: واحد، ووحيد. {الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكّى} أي: يطلب أن يكون زاكيا عند الله، ولا يطلب بذلك رياء، ولا سمعة، بل يتصدق به مبتغيا وجه الله تعالى. هذا؛ وفي هذه الآيات التفات من الخطاب إلى الغيبة. انظر الالتفات، وفوائده في سورة (الملك) رقم [٢٠].
الإعراب: {وَسَيُجَنَّبُهَا:} الواو: حرف عطف. السين: حرف استقبال، وتنفيس. (يجنبها):
فعل مضارع مبني للمجهول، و (ها): مفعوله الثاني تقدم على الأول. {الْأَتْقَى:} نائب فاعل مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، وهو المفعول الأول، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. {الَّذِي:} قل فيه مثل ما قبله من أوجه. {يُؤْتِي:}
فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء، والفاعل يعود إلى {الَّذِي} وهو العائد.
{مالَهُ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها، وجملة: {يَتَزَكّى} بدل منها، لا محل لها مثلها، أو هي في محل نصب حال من فاعلها، التقدير: يؤتي ماله متزكيا به عند الله.
{وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى (١٩) إِلاَّ اِبْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى (٢٠) وَلَسَوْفَ يَرْضى (٢١)}
الشرح: {وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى} أي: وليس عند أبي بكر-رضي الله عنه-لأحد من الناس معروف، وإحسان دنيوي يريد أن يكافئ عليه بإنفاقه المال في سبيل الله؛ حتى النبي صلّى الله عليه وسلّم، بل كان أبو بكر هو الذي ينفق على رسول الله، وإنما كان للنبي صلّى الله عليه وسلّم نعمة الهداية، والإرشاد إلى الإيمان، وهذه نعمة لا تجزى، ولا تكافأ لقوله تعالى في كثير من الآيات: {قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ} والمذكور هنا ليس مطلق النعمة، بل نعمة تجزى، وتكافأ.
{إِلاَّ ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ} أي: ثواب الله، ومرضاته، والطمع في رحمته، وجنته.
{وَلَسَوْفَ يَرْضى} أي: بما يعطيه الله عز وجل في الآخرة من الجنة، والخير، والكرامة جزاء على ما فعل من الخير في الدنيا، والمراد بوجه ربه: ذاته العلية.
تنبيه بل فائدة:
لعلّ وعسى، وسوف في مواعيد الملوك كالجزم بها، إنما يطلقونها إظهارا لوقارهم، وإشعارا بأن الرمزة منهم كالتصريح من غيرهم، وعليه جرى وعد الله، ووعيده.
الإعراب: {وَما:} الواو: واو الحال. (ما): نافية. {لِأَحَدٍ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {عِنْدَهُ:} ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر ثان، أو هما متعلقان بالخبر المحذوف، أو بمحذوف حال من الضمير المستتر في الخبر المحذوف، وبعضهم يقول: متعلقان بمحذوف حال من {نِعْمَةٍ} كان صفة له... إلخ، والهاء في محل جر بالإضافة. {مِنْ:} حرف