قال المبرد، وثعلب: سفه بالكسر متعد، وبالضم لازم، ويشهد له ما جاء في قول النبي صلّى الله عليه وسلّم:
«الكبر أن تسفه الحقّ، وتغمص الناس». أي: تحقرهم. وانظر الآية رقم [٧/ ٦٥] فإنه جيد. {بِغَيْرِ عِلْمٍ:} بغير حجة، وبرهان. {وَحَرَّمُوا ما رَزَقَهُمُ اللهُ:} وهو ما ذكر من الزروع، والأنعام، كالبحيرة... إلخ. {اِفْتِراءً عَلَى اللهِ:} اختلافا عليه سبحانه وتعالى. {قَدْ ضَلُّوا:} انظر الآية رقم [٢٤]. {وَما كانُوا مُهْتَدِينَ:} إلى الحق، والصواب. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
الإعراب: {قَدْ:} حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {خَسِرَ:} ماض. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل، وجملة: {قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ} صفة الموصول، والعائد الضمير المجرور محلاّ بالإضافة. {سَفَهاً:} مفعول لأجله، أو هو مفعول مطلق لفعل محذوف.
{بِغَيْرِ:} متعلقان بمحذوف حال من واو الجماعة، و (غير) مضاف، و {عِلْمٍ:} مضاف إليه، وجملة: {قَدْ خَسِرَ..}. إلخ: قال الجمل: جواب قسم محذوف. ولم أجده لغيره، ويظهر: أنها مستأنفة إن لم نوافقه بذلك. (حرموا): فعل وفاعل، والألف للتفريق. {ما:} تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، وهو المفعول الثاني؛ إذ التقدير:
الذي، أو: شيئا رزقهم الله إياه، وعلى الثالث تؤول ما مع الفعل بعدها بمصدر في محل نصب مفعول به، التقدير: حرموا رزق الله على أنفسهم، وجملة: {وَحَرَّمُوا..}. إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها مثلها. {اِفْتِراءً عَلَى اللهِ:} انظر مثله في الآية رقم [١٣٨]. وجملة: {قَدْ ضَلُّوا} بمنزلة التأكيد لجملة: {قَدْ خَسِرَ..}. إلخ. {وَما:} الواو: واو الحال. {ما:} نافية. {كانُوا:}
ماض ناقص مبني على الضم، والواو اسمها، والألف للتفريق. {مُهْتَدِينَ:} خبرها منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مذكر سالم، وجملة: {وَما كانُوا..}. إلخ في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط: الواو، والضمير. تأمل، وتدبر، وربك أعلم.
{وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنّاتٍ مَعْرُوشاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمّانَ مُتَشابِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (١٤١)}
الشرح: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ} أي: والله الذي خلق، وابتدع. {جَنّاتٍ:} بساتين. وانظر:
{جَنَّ} في الآية رقم [٧٦]. {مَعْرُوشاتٍ:} مرفوعات على ما يحملها. {وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ:}
ملقيات على وجه الأرض. وقيل: المعروشات: ما غرسه الناس، وغير المعروشات: ما نبت في البراري، والجبال. وانظر شرح: {وَغَيْرَ} في سورة (الفاتحة). {وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ:} إنما أفردا بالذكر مع أنهما داخلان في الجنات؛ لما فيهما من المنافع، والفضيلة على سائر ما ينبت في