للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {كَذَّبَتْ:} فعل ماض، والتاء للتأنيث، {ثَمُودُ:} فاعل، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {بِطَغْواها:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، وعلامة الجر كسرة مقدرة على الألف للتعذر، و (ها): في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لفاعله، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {إِذِ:} ظرف لما مضى من الزمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بالفعل {كَذَّبَتْ} أو بالمصدر قبله. {اِنْبَعَثَ:} فعل ماض، {أَشْقاها:} فاعله مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف، و (ها) في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {إِذِ} إليها.

{فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ ناقَةَ اللهِ وَسُقْياها (١٣)}

الشرح: {فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ} أي: نبيهم صالح على نبينا، وحبيبنا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام. {ناقَةَ اللهِ} أي: ذروا ناقة الله، وابتعدوا عنها، لا تؤذوها! وإنما قال لهم ذلك لما عرف منهم: أنهم قد عزموا على عقرها. وإنما أضافها إلى الله تعالى لتشريفها، كبيت الله.

{وَسُقْياها} أي: وشربها، وذروا شربها، ولا تتعرضوا للماء في يوم شربها! وهذا التحذير من صالح لقومه ورد في سورة (هود) رقم [٦٤]: {وَيا قَوْمِ هذِهِ ناقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ قَرِيبٌ} وفي سورة (الأعراف) رقم [٧٢].

هذا؛ ولقد كانت هذه الآية المعجزة برهانا ساطعا، وحجة واضحة على صدق نبي الله صالح على نبينا، وحبيبنا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام، كما كانت بطلب منهم؛ حيث وعدوه باتباعه، والإيمان به إن هو شقّ لهم الصخر، وأخرج منه ناقة عشراء. وأشاروا إلى صخرة عظيمة، ووصفوا الناقة بأوصاف معلومة، وأعطوه العهود، والمواثيق على الإيمان بالله، فقام إلى مصلاه، فصلى، ودعا الله عز وجل أن يجيبهم إلى ما طلبوا، فأجاب الله دعاءه، وحقق رجاءه، فانشقت الصخرة عن ناقة عظيمة عشراء على الوجه المطلوب، فلما عاينوها؛ رأوا أمرا عظيما، ومنظرا هائلا، وقدرة باهرة، ودليلا ساطعا، فآمن بعضهم، واستمر أكثرهم على الكفر، والضلال، والعناد. قال تعالى في سورة (الإسراء) رقم [٥٩]: {وَآتَيْنا ثَمُودَ النّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِها}.

هذا؛ ولقد كان لهذه الناقة بعض الأمور العجيبة الغريبة؛ التي تدل بحق على صدق صالح، عليه الصلاة، والسّلام، وعلى أنها آية من عند الله تعالى، منها: أنها خرجت من الصخر، وهو حجر أصم من الجماد، فكيف يخرج منه الحيوان؟ ومنها: أنها كانت تشرب ماء القبيلة بأجمعه في يوم شربها، وتعطيهم من الحليب بقدر الماء الذي شربته. قال تعالى في سورة (الشعراء) رقم [١٥٥]: {قالَ هذِهِ ناقَةٌ لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ}. انتهى. بتصرف كبير من النبوة والأنبياء.

وانظر الآية رقم [٤٨] و [٤٩] من سورة (النمل) تجد ما يسرك.

الإعراب: {فَقالَ:} الفاء: حرف عطف، (قال): فعل ماض. {لَهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {رَسُولُ:} فاعل (قال)، وهو مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه. {ناقَةَ:}

<<  <  ج: ص:  >  >>