وهذا عند البصريين، وهو عند الكوفيين على حذف حرف الجر، وتقدير الكلام عندهم:
«لئلا تكونا...» إلخ وبعد السبك بمصدر، يكون التقدير:«لعدم كونكما» وعليه فالجار والمجرور متعلقان بالفعل: (نهى). {أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ:} هو مثل سابقه إعرابا، وتأويلا، وتقديرا. وجملة:{ما نَهاكُما..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة:{وَقالَ..}. إلخ معطوفة على جملة:(وسوس...) إلخ، وهي مفسرة لها في المعنى، لا محل لها مثلها.
الشرح:{وَقاسَمَهُما:} حلف لهما بالله على ذلك. وأخرجه على زنة المفاعلة للمبالغة.
وقيل: أقسما له بالقبول. وقيل: أقسما عليه بالله إنه لمن الناصحين، فأقسم لهما، فجعل ذلك مقاسمة. انتهى بيضاوي. وقال القرطبي: وجاء «فاعلت» من واحد. وهو يردّ على من قال: إن المفاعلة لا تكون إلا من اثنين. وقال قتادة: حلف لهما بالله؛ حتى خدعهما-وقد يخدع المؤمن بالله-فقال: إني خلقت قبلكما، وأنا أعلم منكما، فاتبعاني؛ أرشدكما. وقال بعض العلماء: من خادعنا بالله خدعنا له. {النّاصِحِينَ:} انظر (شكر) في الآية رقم [١٠] وانظر: {وَأَقْسَمُوا} في الآية رقم [١٠٩](الأنعام) فإنه جيد.
الإعراب:{وَقاسَمَهُما:} الواو: حرف عطف. (قاسمهما): ماض، والفاعل يعود إلى الشيطان، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والميم والألف حرفان دالان على التثنية.
{إِنِّي:} حرف مشبه بالفعل، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب اسمها. {لَكُما:} جار ومجرور متعلقان ب: {النّاصِحِينَ} بعدهما، وهذا على أن ال للتعريف، وليست موصولة بمعنى «الذي». وقيل: هي بمعنى الذي، وعليه فالجار والمجرور متعلقان بمحذوف يبينه {النّاصِحِينَ} التقدير: إني لناصح لكما، وهذا يسمى التبيين، ومثله الآية رقم [١٣٠](البقرة) وهو كثير في القرآن والشعر العربي، والميم والألف للتثنية. اللام: هي المزحلقة. {لَمِنَ النّاصِحِينَ:} متعلقان بمحذوف خبر (إنّ) والجملة الاسمية: {إِنِّي..}. إلخ جواب القسم لا محل لها، والجملة القسمية معطوفة على جملة:{وَقالَ ما نَهاكُما..}. إلخ فهي داخلة في التفسير، ومن جملته.