هذا؛ وقرأ ابن عامر: «(تكن)» بالتاء، و «(آية)» بالرفع، والفعل على هذه القراءة يحتمل النقصان والتمام، فعلى الأول يكون «(آية)» اسم «(تكن)» مؤخر، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم، والمصدر المؤول من {أَنْ يَعْلَمَهُ} في محل رفع بدل من (آية)، أو (إنّ) الاسم ضمير القصة، و (آية) خبر مقدم، والمصدر المؤول من:{أَنْ يَعْلَمَهُ} في محل رفع مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية في محل نصب خبر (تكن)، وأما على التمام ف:(آية) فاعل (تكن)، والمصدر المؤول من {أَنْ يَعْلَمَهُ} في محل رفع بدل من (آية)، والجار والمجرور:{لَهُمْ} متعلقان بمحذوف حال من: (آية) على مثال ما سبق، أو: هما متعلقان بالفعل (تكن)، وأجيز على التمام أيضا أن تكون (آية) فاعل (تكن)، والمصدر المؤول في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: هي أن يعلمه. هذا؛ وأجاز الزجاج كون {آيَةً} اسم (تكن) على النقصان، والمصدر المؤول في محل نصب خبره، وهو مردود بأنه لا يخبر بالمعرفة عن النكرة إلا في ضرورة الشعر، كما في قول القطامي:[الوافر]
قفي قبل التّفرّق يا ضباعا... ولا يك موقف منك الوداعا
وأيضا قول حسان-رضي الله عنه-قبل تحريم الخمرة من قصيدة يمدح بها النبي صلّى الله عليه وسلّم، ويندد بكفار قريش ويتهدّد شعراءهم:[الوافر]
كأنّ سبيئة من بيت رأس... يكون مزاجها عسل وماء
وهذان البيتان هما الشاهدان رقم [٨٢٢ - ٨٢٣] من كتابنا فتح القريب.
الشرح:{وَلَوْ نَزَّلْناهُ:} الضمير يعود إلى القرآن. {عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ} أي: على رجل ليس بعربي اللسان. {فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ ما كانُوا..}. إلخ: أي بغير لغة العرب؛ لما آمنوا، ولقالوا: لا نفقه، كما قال الله تعالى:{وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آياتُهُ} الآية رقم [٤٤] من سورة فصلت، وقيل: معناه: ولو نزلناه على رجل ليس من العرب؛ لما آمنوا به أنفة، وكبرا، وعنادا، واستنكافا من اتباع العجم.
{كَذلِكَ سَلَكْناهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ:} الضمير للكفر المدلول عليه بقوله: {ما كانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ} فتدل الآية على أنه بخلق الله. وقيل: الضمير للقرآن، أي: أدخلناه في قلوب المجرمين، فعرفوا معانيه، وإعجازه، ثم لم يؤمنوا به عنادا. وهذا أقوى؛ لأن قوله تعالى:{لا}